العدد: 9510
الاحد:19-1-2020
في التغطيات الإعلامية للنشاطات والفعاليات الثقافية وسواها، أول ما نقوم به التوجّه إلى الكواليس ولقاء المشاركين في هذه النشاطات والقائمين عليها.
معدّاتٌ وآليات، ملابس وإكسسوارات، ديكورات ومجسّمات، وغيرها من لوازم العمل الفنية والآلية، وغرفة للماكياج وأخرى للأزياء، أجهزة إضاءة ومكبّرات صوت و.. سواء أكان العرض مسرحياً أم سينمائياً أم غنائياً أم غيره بالتأكيد يستغرق الإعداد له أياماً وأياماً، وبروفات وتدريبات عدة يخضع لها القائمون بالنشاط، تحتاج منهم وقتاً وجهداً كبيرين، لينتهي العرض بعد ساعةٍ أو أقل أو أكثر، حسب متطلبات الفعالية.
وهنا نتساءل ما الذي يجري خلف الكواليس؟ ومن ينظم كل متطلبات العمل وإعداد كوادره وفنيّيه؟
المؤكد وجود جنود مجهولين يقومون بتنسيق أدق التفاصيل وربطها مع بعضها لتبدو متكاملة في حلقة عمل واحدة، كلٌّ يضطلع بمسؤولياته والمهام الملقاة على عاتقه، وفق برنامج وخطة عمل محددة ومعروفة الأسس والتوجهات.
ففي العرض السينمائي تحتاج عملية التحضير له إلى كادر مختص تشرف عليه جهة الإنتاج، ولابد من مخرج فذّ يعاونه كادر مؤهل ومختص، من فنيين ومشرفي إضاءة وغيرهما، إضافة إلى كادر يتابع تفاصيل الممثلين والفنانين المشاركين في العمل دون إغفال أي جزئية.
أما في الحفل الفني والاستعراضي نحتاج إلى مهندسي الصوت والإضاءة والديكور أكثر من أي عامل آخر، أما أزياء الفنان فيتم التحضير الخاص لها مسبقاً بما يتناسب وخصوصية خشبة المسرح المقام عليه الحفل أساساً، وهنا تتقاطع لوازم العرض المسرحي مع الحفل الفني مع بعض الإضافات التي يتطلبها كل منها.
وفي كواليس المسلسلات الدرامية تتشابك كل الخطوط والمعدات واللوازم، ومن الضروري جداً الإلمام بها من كادر العمل وفنييه ومخرجه وممثليه، في لوحة متكاملة العناصر، بدءاً من النص المكتوب مروراً بانتقاء الممثلين والمخرج، وليس انتهاء بالأزياء، ففي مرحلة ما قبل الإنتاج يستعد الفريق كلّه للتنفيذ، كلٌ حسب تخصصه ومجاله، فمدير التصوير يقوم بعمل اختباراته على الإضاءة والكاميرات والعدسات واختيار الأنسب منها لإظهار الممثلين ومواقع التصوير بالطريقة التي تحقق رؤية المخرج، أما المدير الفني فيقوم بتحديد ودراسة الحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث القصة من أجل توفير الديكورات والأزياء والمظهر العام للمسلسل على ضوئها، وحتى الممثل له دور في هذه الفترة وهذا ما قد يخفى على كثير من المشاهدين الذين يعتقدون أن دور الممثل يقتصر على التمثيل أمام الكاميرا فقط، وتأتي بعدها مرحلة الإنتاج وهي الأعقد من بين المراحل، وفي مرحلة ما بعد الإنتاج، يتم تقطيع المواد الخام التي تم تصويرها وإعادة ترتيبها ثم إضافة الأصوات والمؤثرات والألوان المناسبة والتفاصيل النهائية للعمل الدرامي ليظهر بما يحقق رؤية المخرج، وأيضاً قد يضطر المخرج إلى إعادة تصوير وتسجيل بعض المشاهد أو الحوارات عند ظهور مشكلات فيها، بل وقد تظهر بعض المشكلات التي يصعب حلّها، ما يضع المخرج أمام اختبارات جديدة وعوائق تحتاج الحل الأمثل والسريع.
أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة العرض التلفزيوني وهي الأهم، طالما تحدد نجاح أو فشل الجهد الكلي المبذول، وتقرر مصير الترويج والطلب عليه.
إذاً وراء كل عمل أو نشاط أو فعالية جنود مجهولون ترفع لهم القبّعات، يصلون الليل بالنهار دون كلل أو ملل لإمتاع الجمهور وإرضائه وكسب أكبر عدد من المتابعين، لكم كل التحية والتقدير.
ريم جبيلي