العدد: 9508
الأربعاء:15-1-2020
بعد الجهود المتواصلة وعناء فصل العام الدراسي الأول، استبشر أطفالنا بأيام العطلة الانتصافية لقضاء أوقات ممتعة ومسلية والحصول على بعض التعويض عن ضغط الدراسة والخروج من شرنقة الدوام إلى العالم الرحب العامر بألوان من الأنشطة والنزهات والألعاب الجميلة . لكن هذه العطلة لهذا العام انتهت للأسف دون أن تحقق أهدافها المرجوة منها، حيث قضاها معظم أطفالنا تحت رحمة الظروف الطبيعية القاسية وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة فجاءت نتائجها عكسية على الأهل والأطفال معاً وهي التي كان من المفترض أن توفر لهم الراحة النفسية والجسدية بعد نصف عام من الدراسة كان حافلاً بالجد والنشاط والتعب.
فعلى أرض الواقع عاش أهالي تلامذتنا وطلبتنا أيام العطلة في أجواء من التوتر والإلحاح من قبل أطفالهم لاستغلال الوقت واستثماره خاصة بما يتعلق بالخروج للنزهة أو القيام بأنشطة متنوعة أو حضور بعض الفعاليات في المسارح والمراكز الثقافية والنوادي الاجتماعية أو المطالبة بأبسط الأمور وهو اللعب بالكرة في الساحات والحدائق، صحيح أن الأسباب كانت أحياناً خارج الإرادة لكن ما تتم ملاحظته أن هذه الأجواء من الحرمان تتكرر باستمرار وتحرم أطفالنا من ممارسة أي نوع من هواياتهم وأنشطتهم..
(الوحدة) التقت عدداً من الأهالي والأطفال للوقوف على بعض المقترحات والحلول التي يمكن استثمارها لقضاء هذه العطلة – على الرغم من قصر مدتها – بما يعود على أطفالنا بالمتعة والفائدة، فكانت الآراء الآتية:
* الصديقة سارة نعمان، الصف السابع قالت: تعد العطلة فرصة للطالب لكي يجدد نشاطه الذهني والعقلي ليكون أكثر نشاطاً واستعداداً لبقية العام الدراسي، وفي العطلة أحب أن استمتع بأوقات الفراغ، صحيح أن الظروف الطبيعية لم تساعدنا هذا العام لكننا نستطيع التعويض أمور أخرى، كالعزف على آلة موسيقية، وممارسة الرسم، قراءة القصص، الاستماع للموسيقا ومتابعة بعض المسلسلات والبرامج المفيدة.
* السيدة سراب الأحمد، أم لثلاثة أطفال قالت: كانت عطلة متعبة، لقد اختصروا مدتها كثيراً فلا نستطيع استغلالها بأي نشاط يمكن أن نسجل أطفالنا فيه لممارسة هواياتهم، على الرغم من أهمية ذلك في تجديد نفسيتهم وتعويضهم عن أجواء الدراسة، ونحن كأهل نتمنى أن تقوم كل مدرسة بوضع جدول لبعض النشاطات والفعاليات والمسابقات المسلية في مبنى المدرسة نفسها وتحت إشراف كادرها التدريسي (حتى ولو بأجور رمزية) مما يخفف علينا عناء البحث عن أماكن بديلة قد تكون بعيدة عن أماكن إقامتنا خاصة في ظل الظروف الطبيعية القاسية.
* الصديق سنان إبراهيم، الصف السابع قال: أوقات العطلة سعادة حقيقية نعيشها بعد درس ومتابعة وسهر لكي نحقق النجاح والتفوق، وهي فترة نستعيد فيها طاقتنا من جديد لاستكمال بقية العام الدراسي ونكون بذلك جاهزين لاكتساب معلومات علمية ومعرفية وثقافية كثيرة، ويمكننا ملء أوقاتنا فيها بوسائل متنوعة خاصة مع توفر التقنيات الحديثة من الألعاب الالكترونية والمواقع الاجتماعية على الأنترنت، وهناك صرح حضاري كبير فيه الكثير من الفعاليات الجميلة وهو المكتبة العمومية للأطفال التي تقدم أنشطتها الموجهة للأطفال على مدار العام.
* السيدة ريم إدريس، أم لطفلين قالت: في العطلة الانتصافية يشعر الأطفال بالملل لذلك يبدأ الإلحاح لتحقيق مطالبهم ولحل هذه المشكلة علينا استثمار وقت الفراغ وطرد الملل من جو البيت وليس هنالك أفضل من الرسم والأشغال اليدوية حيث قمنا خلال العطلة بصناعة أشغال يدوية مميزة وجديدة، كما يمكننا استغلال الوقت في العطلة لمراجعة دروس اللغة أو القيام بألعاب ذهنية بسيطة.
* السيد عماد الياس، أب لطفلين قال: مرت عطلة الربيع بلا أي فائدة تذكر في ظل غياب أساسيات وسائل البيئة المناسبة للطفل للخروج والتنزه والتسلية والترفيه عن نفسه، فقد كانت ظروف العطلة الانتصافية هذا العام سيئة مع انقطاع الكهرباء والأحوال الجوّية السائدة، فبات المنزل الملجأ الوحيد لأبنائنا للترفيه والتسلية والاستمتاع بأوقاتهم، وأتمنى من الجهات المعنية تخصيص بعض القاعات المغلقة في الأبنية العامة لإقامة الأنشطة الموجهة لأطفالنا بعيداً عن المنغصات الطبيعية والمعيشية نظراً لغلاء الأسعار في مدن الملاهي وعدم جاهزيتها في أجواء المطر والبرد.
بقي للقول: يتحدث الكثير من الأهل عن فترة العطلة كبداية للارتباك والحيرة في تأمين وسائل مناسبة للترفيه والتسلية لكننا نؤمن حقاً بأن الحل يكمن بين أيدينا باستغلال هذا الوقت الذي يمكننا تحويله مع أطفالنا من (عطلة للفوضى والملل) إلى (عطلة للوقت المثمر القيّم) وجعل العطلة مساحة للحرية واللعب وتنمية المواهب لأنها في المحصلة ليست إلا فرصة لتجديد العزيمة عند أطفالنا من أجل الشعور بحماسة لبداية فصل دراسي جديد.
فدوى مقوص