العدد: 9504
الخميس: 9-1-2020
أن تكون عاجزاً عن إدارة أشيائك الصغيرة، ومحتاراً فيما يجب أن تعمله لأجل نفسك، أو متردداً ببذل ما لا بدّ من بذله، فإن ذلك هو (الخزيّ) الموصوف أمام نفسك وأمام الآخرين!
حتى تأكل خبزاً عليك أن تبذل عرقاً أو مالاً، ورغيف التسوّل لا يسدّ رمقاً…
نقول ما تقدّم تحريضاً لما نثق أنّه موجود فينا من قدرات كجمرة تنتظر من ينفخ عليها لتتقد، وتحفيزاً لـ (همم) موجودة كبرعم ينتظر ضوءاً أو دفئاً يحرّض فيها النسغ فتورق وتثمر…
هذه المقدمة (عامة)، وتصلح جسراً للعبور إلى أي قضية أو رأي، وبذات الوقت قد تكون مناسبة لإقفال كلّ البوابات والشبابيك إذا ما قلنا (ولن نفعل)، ووضعنا نقطة بآخر السطر!
اليوم هو الخميس 9/1/2020، وعند منتصف هذا اليوم (12:15) ظهراً تنطلق مباراة منتخبنا الأولمبي الأولى في نهائيات أمم آسيا تحت 23 عاماً ضد منتخب قطر، وخلال ساعتين فقط قد تتبدّل المواقف من قبل كلّ معشر كرة القدم من قمة السلبية إلى قمة الإيجابية أو العكس وفق نتيجة مباراتنا مع قطر، والمشكلة أننا سريعو التحوّل، وكأننا عواطفنا الكروية (نخب رابع)!
لن نتطور كروياً ما لم نمزّق انتماءاتنا الضيقة، ونتخلى عن تعصّبنا الأرعن لقناعات منغلقة تماماً أو لأشخاص، أو مبنية على خلفيات ما لا علاقة لها بالرياضة الحقيقية!
المنتخب الأولمبي اليوم يعيش هذه الضغوط، وسيتأثر بها بشكل أو بآخر، وكان الأولى بنا أن نجنّد كلّ مشاعرنا باتجاه دعم المنتخب، والاندماج بالحالة الكروية العامة التي تولد هذه الأيام من جديد مانحين – بكل هدوء- فرصة كاملة للاتحاد الكروي الجديد ليرتّب قناعاته وأولوياته ويتخذ قراراته…
بالطبع لنا آراؤنا، ومن حقّنا أن نعلنها طالما نحن جزء من المنظومة الكروية، لكن لن نقف في خندق معادٍ لاتحاد الكرة إذا ما اتخذ قرارات مخالفة لقناعاتنا شرط أن يقنعنا بمسوّغاته، وبالنهاية فاتحاد الكرة هو المعنيّ الأول والأخير بقيادة اللعبة، وهو من سيُسأل عن نتائج أعماله.
في كرة القدم السورية غالباً ما يتحكّم المزاج بإدارة شؤون اللعبة، ولهذا ورغم كلّ ما ندّعيه من عشق وإخلاص لها لا ننتج أي شيء مهم…
غالباً ما (نفرقع) حالات آنية، ونثور على مواقع التواصل الاجتماعي، ونتأسف على ضياع (أمجاد) لم تكن موجودة في يوم من الأيام!
نحن قوم مصابون بـ (الزهايمر)، نخشى أن نصارح أنفسنا فيلوّح الجهل عنترياتنا الكروية.
الآن نحن أمام المنتخب الأولمبي الحالي الذي يلعب اليوم أمام قطر، وبإمكان هذا المنتخب أن يدافع عن ألوان الكرة السورية لمدة عشر سنوات قادمة، إذاً لا تجعلوا من نتائجه في النهائيات الآسيوية المقامة حالياً في تايلاند هي المعيار الوحيد، حاولوا أن (تشتغلوا) على الموجة الطويلة كفلاح يبذر الحنطة ويدعو الله أن يغيثها بالمطر فتنبت وتنمو وتنضج فيكون الحصاد…
لن نفقد لقب آسيا أو كأس العالم لأننا لم نقترب من أيّ منهما بكل بساطة، وعدم حصولنا على أي من اللقبين خلال بضع سنوات لن يكون مفاجئاً، إذاً ضعوا خططكم المقنعة وخذوا وقتكم بتنفيذها وإن شاء الله سيكون الحصاد خيّراً.