العدد: 9504
الخميس: 9-1-2020
إنّ أحداً لا يغفل الدور الكبير الذي تقوم به مديرية الثقافة في اللاذقية في نشر المعرفة والخدمات الثقافية التثقيفية الترفيهية، التي من شأنها أن تسمو بالسويّة الفكرية للفرد خاصة وللمجتمع عامة، وبالتالي خلق بنية أساسية تنهض بموجبها أحد أهم الأوجه الحضارية في المحافظة ألا وهي الثقافة على اتساع اختصاصاتها وتشعباتها. فما هو الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة الثقافية في اللاذقية ؟وما هي الخدمات التي تقدّمها، وما هو جديد خططها؟ وإلى أي مدى تنجح في القيام بهذا الدور؟
البداية كانت مع الأستاذ مجد صارم مدير الثقافة في اللاذقية الذي قال: مديرية ثقافة اللاذقية هي رافعة ثقافية حقيقية ليس فقط للمحافظة بل تتجاوز مهمتها المحافظة لتنشر الثقافة للريف والقرى وكل المناطق النائية التابعة لمحافظة اللاذقية. ونحرص في كلّ عام من خلال خطة وزارة الثقافة توسيع تواجدنا بكل الأماكن لنضيف في كل مرة محطة أو نقطة أو نشاط أو فعالية جديدة.
كما هو معروف يتبع لمديرية الثقافة /14/ مركزاً و/32/ محطة ثقافية مكتبية في القرى البعيدة، وكل ما تقوم به المديرية مدروس من ناحية تقديم الفائدة والترفيه. ونحرص بشكل عام في خططنا أن يكون دائماً هناك إضافات جديدة. ففي عام 2019 مثلاً كان المسرح الجوّال للطفل الذي قدم مسرحيات للأطفال في جبلة، عين البيضا، الحفّة، كلماخو. وذلك بموافقة لجنة القراءة والمشاهدة التابعة للمسرح القومي في اللاذقية.
أيضاّ من الجديد في عام /2019/ ظهور نشاطات نوعية لأول مرة وسيتم اعتمادها بشكل سنوي لأهميتها وأهمّية المحتفى بهم من خلالها.
مثل ملتقى زكريا شريقي للفن التشكيلي، وملتقى محمود العجان الموسيقي، وكلاهما سيعتمدان كمحطة ثابتة كما ذكرت ومهرجان اللاذقية الثقافي احتفالية ذكرى تأسيس وزارة الثقافة أما بالنسبة للخطة القادمة لعام 2020 ستكون أيضاً محطات نوعية منها: افتتاح المركز الثقافي في البهلولية الذي تم تنفيذ 90% منه وهو على وشك الانتهاء منه ليوضع في الخدمة قريباً.
وهناك ملتقى/ حنا مينا/ للإبداع الروائي. وملتقى/بدوي الجبل/ للشعر والدراسات، وسيستقبل الملتقيان مشاركات مميزة محليّة وسورية وعربية من الخارج لمناقشات إبداعية في الأجناس الأدبية من رواية وشعر ودراسات أدبية.
وكل تلك الملتقيات تحمل أسماء مبدعين من اللاذقية كنوع من التكريم المعنوي لهم، ولتكون سوية المشاركات في تلك الملتقيات على سوية أسماء مبدعيها.
باختصار خدمات مديرية الثقافة عبر مراكزها والمضامين التي تحملها وكل نشاطاتها وفعالياتها ومهرجاناتها وندواتها وأمسياتها ما هي إلا تمثيلٌ ثقافيّ راقي، لأنّ الثقافة واجهة الشعوب وسلاحها الحضاري الفكري.
وما ازدياد أعداد المهتمين والحضور من المتابعين، إلا دليل قبول وتقبّل ومشاركة طوعية لسياسة الأبواب المفتوحة التي نتبعها لكل الجمعيات الأهلية والثقافية والفنية ودليل إيمان ومسؤولية من الجميع على الاهتمام بالثقافة والارتقاء بها، لأنها مسؤولية جماعية وحالة تشاركية بها نرتفع ونسمو.
الأستاذ ياسر صبوح مدير المركز الثقافي في اللاذقية قال: يستمر المركز في نشر الثقافة على أنواعها وصنوفها من شعبية وتخصصية فنية وتعليمية وتثقيفية وترفيهية.
اهتمامنا بالثقافة ككل متكامل وحسب الإمكانيات المتوفرة، وليس هناك في مفهومنا بداية عام أو نهاية عام بل نقوم بتقديم الخدمات والدعم لحقول الثقافة المتنوعة بنفس المستوى والأهمية على مدار السنة.
لا يوجد ذروة للعطاء، فكل عام هو ذروة ونسعى جاهدين لتقديم الأفضل، وبالنسبة لنجاح المركز الثقافي في تأدية مهامه أقول: إن أحداً لا يمكنه أن ينكر الحقيقة وهو الدور الكبير الذي يبذله المركز لإرضاء جميع الفئات الطالبة للثقافة والتعلّم والفن، وكما ذكرت يبقى مستوى الدعم والخدمات على حسب الإمكانيات، وقياساً مع الإمكانيات المتاحة لنا، هناك دور إيجابي للمركز والحكم للجمهور.
ولكن من ناحيتي أشعر بالفخر وراحة الضمير لأننا كإدارة نبذل كل الجهود ليكون عملنا إيجابياً وذات فائدة على المتلقي أيّاً يكن، وأعتقد أن هناك رضى ًعاماً من خلال تواصلي مع الفئات المختلفة من زوار المركز وقاصديه.
ونصرّ في المركز أن نكون فريق عمل واحد كإداريين ومثقّفين وطلاب وفنانين، وكطاقم عمل واحد ليكون النجاح جماعياً لتطوير المركز ككل وليس لإرضاء شخص المدير، علاقتنا تشاركية جميلة، ونأمل في القادمات من الأيام أن نقدم الأفضل لما فيه خيرٌ للثقافة والمجتمع والوطن.
وبالنسبة لخدمات المركز الثقافي في اللاذقية، مستمرون في رسالتنا بكافة الاتجاهات، وإذا بدأنا في المكتبة والكتب التي يتم زيادة عددها سواء من منشورات وزارة الثقافة /الهيئة العامة للكتاب/، أو عن طريق المعارض التي تقام في المركز أو بعض الإهداءات من المتبرعين من المثقّفين، وتأمين عملية الإعارة على نوعيها داخلية وخارجية، وتهيئة قاعة المطالعة بجو مريح للقارئ يسوده الهدوء وعوامل التكييف الشتوي والصيفي وها هي قاعة المطالعة مليئة بالرّواد على مدار العام من طلاب الجامعات والدراسات العليا والأبحاث.
ولا ننسى المكتبة الوطنية التي تضم مخزوناً ثقافياً رائعاً لأمهات الكتب وهي مكتبة عريقة وتضم /8000/ عنواناً وهناك مكتبة الأطفال في قاعة الأطفال.
أمّا قسم معهد الثقافة الشعبية فخدماته الرمزية وشبه المجانية طالت الكثيرين من خلال دوراته المتتالية والدورية كل /3/ أشهر، والتي تشمل مواد اللغات الحيّة /إنكليزي، روسي/، الحاسوب دورة ICDL، دورات في التجميل والماكياج وقص الشعر ويمنح المعهد شهادة عند التخرج حسب الاختصاص من أقسام المركز الحيوية صالة المسرح والتي تعتبر مفصلاً هاماً يستقبل طوال العام كل العروض المسرحية للكبار والصغار إضافة لحفلات الموسيقا والريستالات والحفلات الغنائية وكلها نشاطات مميزة لاقت إقبالاً واستحساناً منقطع النظير وخاصة عندما تكون المشاركات لفرق من خارج المحافظة.
مركز الفنون التشكيلية المتخصص في التصوير على أنواعه وحتى النحت ولكافة الأعمار بكادر اختصاصي لخيرة الفنانين التشكيليين ذوي الخبرة، كل خدمات المركز بأسعار رمزية وشبه مجانية، ولطالما كان المركز الثقافي في اللاذقية ملاذاً ثقافياً سلّح العديد من الأشخاص بالمعرفة والعلم والثقافة والخبرة التي أراد أصحابها تعلمها، ومسيرتنا متواصلة كفريق عمل جماعي، نعمل معاً ونتشارك كأسرة لتحقيق الأهداف.
مهى الشريقي