وفاء وطمأنينة

العدد: 9504

 الخميس: 9-1-2020

 

وحين سألتها عن مواصفات الشخص المناسب لها قالت: أنا لست فتاة كاملة ولا أحتاج لشخصٍ كامل يعوضني عن الأشياء التي أفتقدها، هذه عاداتي لا أطلب إلا ما أستطيع تقديمه وهنا يكمن مفهوم « العدل» ، في عالم يمتلئ بالأقنعة أحتاج لشخصٍ صادقٍ حقيقي لا يجيد التلاعب بالكلمات لا يعرف معنى الوعود المعسولة والأفعال المؤقتة، أحتاج أيضًا لمن يدعمني يساعدني في مواصلة الركض وراء أحلامي وأهدافي لا يقلل أو يسخر منها، أظن إن أجمل ما يحدث أن تتعثر بـ شخص لين، شخص لين الكلمات والأفعال لا يقسو في الخصام لا يهجر في العتاب لا يجعلني أشعر بأنني أسوأ من في الأرض حين أخطئ رغمًا عني، أحتاج لشخص يتباهى ويتفاخر بي كما سأفعل معه، مسؤول يمكنني الاعتماد عليه ونتشارك معًا في صنع حياتنا بالطريقة التي تناسبنا، يمكنني التفاهم معه، الخلاف معه في وجهات النظر دون أن يتحول الخلاف لساحة حرب لإثبات وجهات النظر، الطمأنينة كذلك أحب أن أقضي حياتي مع شخص يُطمئن قلبي دائمًا، يخبرني بأنني جميلة في أسوأ حالاتي النفسية والمزاجية، لا أشعر معه بالخوف من المستقبل لا أشعر بـ انقلاب وده ومودته حين نشيخ معًا، أحب الثقة التي أشعر بها حين يخبرني بأنني أجمل نساء الدنيا، أحب أن يستثنيني ويميزني عن العالم كما سأفعل معه يمدني بالثقة والدعم في لحظات يأسي وتشتتي، وحين يضيق بي العالم أجده دائمًا يسمعني، ينصحني، يشد بيدي، ودائمًا يتسع لمخاوفي وأفكاري، نواجه معًا الحياة بكل ما فيها من تعثرات وصدمات وأزمات.. علمتني أمي أن أهم ما يميز الشخص هو الوفاء الطمأنينة، الثقة، الوفاء واللين في الكلمات والأفعال.. لست كاملة ولا أبحث عن الكمال لكنني أحتاج لنكمل بعضنا البعض.

طارق ناصر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار