كتابات عاشت لقرون وأخرى مات بريقها منذ اللحظات الأولى لولادتها

العدد: 9504

 الخميس: 9-1-2020

 

 

عبر العصور لايزال النتاج الفكري الإنساني ماثلاً أمامنا لحضارات غابرة تحكي حكاية الإنسان الذي عاش على الأرض منذ فجر تاريخنا العتيد.
بقيت آثارها الثقافية ماثلة أمامنا وشامخة، لأنّ الفكر الراقي المتخم بعبق العظمة لا يتشكل إلا عبر سيرورة تاريخ هذه المنظومة العبقرية من تصورات وتغيرات فلسفية لماهية هذه الحياة وهذا السكون.
هي ثقافة تراكمية عبر التطور الطبيعيّ والحتميّ للفكر الإنساني ومعارفه الدنيوية واللاهوتية.

كلُّ ما خطّه الإنسان من حرفٍ أو أبدعَ من رسم أو نحتٍ كان له دور في هذه الحكاية الطويلة، ويمكن أن نقول: إنَّ هناك انتقائية طبيعية لهذه النتاجات الإبداعية، يسقط بالتقادم ما هو سطحيّ ويبقى أبداً ما هو عميق يلامس مكنونات ودواخل الإنسان. وإذا ما أسقطنا هذه القاعدة على النتاج الأدبي والثقافي بشكل عام في العصور الحديثة وجدنا أن هناك أعمالاً لم تفقد بريقها أو ألقها مع التقادم ومرور العقود والقرون لأنها تحاكي الإبداع بكل معانيه وخمد نور أعمال أدبية وثقافية كثيرة لأنها لم ترق إلى هذا المستوى الفريد من الإبداع.
أسماء كثيرة لمبدعين عبر الزمن بقيت بكل ألقها وشهرتها إذ أجرت شبكات الأخبار مؤخراً تصويتاً استطلعت فيه آراء الخبراء والنقاد والكتّاب عن أهم الروايات وأكثرها تأثيراً على المجتمعات والتاريخ وكانت الإجابات:
احتلت المراكز العشر الأوائل كل من الأوديسة، كوخ العم توم فرانكشتاين، 1984، والأشياء تتداعى، ألف ليلة وليلة، دون كيشوت، هاملت، مئة عام من العزلة، والإلياذة.

 

 

سطور الروايات احتضنت بين تضاعيفها هواجس وأحلام وأماني طرحت حلول وتفاسير لامست حاجات الإنسان وساعدته على تخفيف الوجع وتفنيد المشاكل والعقابيل المعندة.
كلما اتسعت ثقافة الكاتب واتسعت آفاقه الفكرية والإدراكية واتسمّت معانيه بالعمق التحليلي والفنيّ والمعرفي كلما اكتسبت صفحته الأدبية الخلود والديمومة، أسماء خُلدت وأعمال أدبية وثقافية بقيت عبر الزمن راسخة في ذهن الأجيال بالرغم من اختلاف الثقافات بين الأمم وبين الأجيال المتعاقبة، بقي جيران وبقيت كتبه خالدة حول العالم، بقيت المعلقات وبقي شعراؤها، أسماء وعناوين حافظت على حضورها وكذلك هناك جيش هائل من الكتاب والشعراء ممن جفّ حبر كتبهم وبقيت طي النسيان. أسماء حضرت كفقاعة صابون آنية الحضور وسريعة الموت. أعمال لم يكتب لها أن تعيش لفقدانها أدنى مقوّمات العمل الوازن فكرياً، هي الانتقائية الطبيعية تلغي كل مهو ضعيف وتبقي كل ما هو جدير بالحياة.

نور محمد حاتم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار