تصميم نظام لتحسين جودة الدراسات الهندسية في فرع المنطقة الساحلية

العدد: 9502

الثلاثاء:7-1-2020

 

نوقشت في جامعة تشرين (كلية الهندسة المدنية) رسالة ماجستير في قسم هندسة وإدارة التشييد لطالبة الدراسات العليا م. ديما منيف أحمد حملت عنوان: تصميم نظام لتحسين جودة الدراسات الهندسية (دراسة حالة الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية- فرع المنطقة الساحلية)، وذلك بإشراف: الدكتورة رنا ميّا وبعد انتهاء المناقشة تداولت لجنة الحكم المؤلفة من السادة: الدكتور جمال عمران والدكتور فايز جراد والدكتورة: رنا ميّا وبموجب المداولة منحت م. ديما أحمد درجة الماجستير بتقدير امتياز وعلامة قدرها 89% في مادتنا الآتية نسلط الضوء على ما جاء في البحث من استنتاجات وتوصيات وقضايا أغنت موضوع الرسالة…
يمر المشروع الهندسي بمرحلتين مهمتين: مرحلة الإعداد: وهذه تشمل الدراسات والتصميم والتعاقد، ومرحلة التنفيذ هاتان المرحلتان تشكلان الركيزتين الأساسيتين لأي مشروع هندسي، فقد تكونان سبباً رئيسياً لنجاحه أو مدعاة لفشله وإخفاقه كما أن نجاح المرحلة الثانية مرهون إلى حد بعيد بنجاح المرحلة الأولى لأنها أولى خطوات البدء والتكوين وإن المرحلة الأولى لأي مشروع هندسي والمتمثلة في الإعداد له، والمكونة من الدراسات والتخطيط والتصميم والتعاقد وما ينبثق عنها من وثائق هي البداية، وهي الأساس الذي يؤطر مشروعاً ناجحاً هندسياً واقتصادياً وتشغيلياً إذا ما أحسن استثمارها، لهذا تعد مرحلة مهمة جداً إذ أنها تشكل القاعدة لما يأتيها من مراحل، وتعد الوسيلة المثلى للارتقاء بالمشروع بكل أبعاده الفنية والمالية والوظيفية والتشغيلية ليحقق الغايات والأهداف المأمولة فيه، ونظراً للأهمية البالغة التي تتمتع بها هذه المرحلة فقد تم التركيز عالمياً على مستوى الجودة المطلوب توافره فيها. ويقصد بالجودة: إمداد المستهلك بما يحتاج إليه من سلع وخدمات ذات سمات وخصائص تفي بمتطلباته وحاجاته وتوقعاته في الوقت الذي يريده وبسعر معقول يناسبه، وهي بذلك تبنى في المنتج خلال أنشطة متداخلة ومتكاملة يشارك في صنعها جميع العاملين في مستوياتهم كافة، مديرين ومخططين ومنفذين ومراجعين، وهي بذلك عمل كل فرد في المنشأة، لذلك تم العمل على تطبيق نظم إدارة الجودة الشاملة وطرق إدارة الجودة التي باتت تعد الأساس العالمي الجديد الذي يجب تطبيقه في المؤسسات الهندسية الإنتاجية والاستشارية كلها، في الوقت الذي ما زال فيه ضمان جودة الدراسات الهندسية بحاجة لتسليط الضوء عليه في المؤسسات والشركات الهندسية في سورية، خاصة أن المرحلة الراهنة المتمثلة في إعادة الإعمار تقتضي من الشركات المساهمة فيها أن تكون مطبقة لنظم إدارة الجودة، وما تتضمنه من شروط ومواصفات وحاصلة على شهادة الآيزو لتكون لها فرصة في المنافسة والحصول على حصة في سوق العمل مقارنة مع الشركات الأجنبية التي تسعى للسيطرة على أعمال هذه المرحلة كافة، تم في هذا البحث حساب درجة جودة إدارة عملية التصميم في الشركة المتمثلة لحالة الدراسة من خلال تحليل واقع العمل ضمنها اعتماداً على تصميم نموذج قياس يربط بين وظائف العملية الإدارية والعوامل المؤثرة في جودة الدراسات والتصاميم الهندسية التي تم جمعها من الدراسات والأبحاث المرجعية، وقد تراوحت بين (30-69%) وهي قابلة للتحسين بشكل كبير وفقاً للمعايير والنظم الإدارية المعتمدة عالمياً، تم أيضاً من خلال هذا البحث دراسة علاقة الارتباط بين كل من الزمن ودرجة جودة مشاريع الدراسة، وبناء عليه تم بناء نموذج معادلة الانحدار المتعدد للتنبؤ بزمن إنجاز هذه المشاريع، كون الارتباط الأقوى ظهر بين الزمن ودرجة الجودة بعلاقة عكسية تعبر عن انخفاض زمن الإنجاز كلما ارتفعت درجة الجودة وفقاً لذلك تم اقتراح الإجراءات اللازمة والضرورية لتحسين جودة إعداد هذه الدراسات والتصاميم، وتحديد الأكثر تأثيراً منها على عمل فرع الشركة اعتماداً على تحليل (باريتو)، والتي تمثلت بإجراء ضمان جودة انجاز عملية التصميم، تحديد متطلبات الجهة المالكة، ضبط جودة أعمال التصميم، التنسيق الإداري لفريق العمل، إدارة الموارد البشرية، ولتحسين درجة الجودة تم تصميم نظام إدارة الجودة المقترح بكل مكوناته من دليل الجودة، دليل الإجراءات الذي يتضمن عشرة إجراءات، نماذج وتعليمات العمل (50 نموذجاً – 7 تعليمات عمل) بما يتوافق مع متطلبات المواصفة (Isog001:2015 ) وتم تقييمه من قبل مجموعة من المهندسين العاملين ضمن فرع الشركة لتقديم الاقتراحات والملاحظات بهدف التطوير والتحسين، ولتسهيل التعامل مع هذا النظام ووثائقه والتخفيف من المعاملات الورقية تمت أتمتته باستخدام برنامج (ISQXPRESS:IMSXPress ) الذي يعمل على الشبكة الداخلية للشركة ويربط بين جميع المسؤولين عن تطبيق هذا النظام.
التوصيات والآفاق المستقبلية
أولاً: تمثلت حالة الدراسة في هذا البحث بقسم الدراسات الهندسية ضمن فرع الشركة، وفي حال تطبيق النظام والحصول على النتائج المرجوة يمكن تعميم التجربة على الشركة بجميع أقسامها لتحصل على شهادة Isog001:2015 كخطوة أولى في تبني إدارة الجودة الشاملة TQM
ثانياً: من الممكن أن يتم التطرق إلى دراسة موضوع الكلفة وتقديراتها وارتباطها بإدارة الجودة وتطبيقاتها في الدراسات المستقبلية.
ثالثاً: يمكن اعتماد نتائج التحليل الذي تم إجراؤه لتقييم واقع العمل ضمن فرع الشركة في تقييم الشركات الأخرى ضمن هذا القطاع على اعتبار أن المشكلات التي تم تحديدها هي مشكلات إدارية موجودة في مختلف شركات ومؤسسات القطاع العام في بلدنا، كما يمكن الاستفادة من المنهجية المقترحة لتطبق في هذه الشركات مع مراعاة خصوصية العمل في كل شركة منها.

رفيدة يونس أحمد 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار