المنابــر و الأضــــواء الزائفـــة لا تصـــنع شـــــعراً

العدد: 9502

الثلاثاء: 7-1-2020

 

رأت عيناك قدّيساً؟ رويداً 

أما رأت الحرائق في دمائي؟
رغبتُ عن الجمال ومات قلبي
وقد أحيا الهوى طيني ومائي
طلعتِ على دجى الأيام نوراً
فكيف لغير عينيك انتمائي؟
أحبك نجمة عذراء روح
تسافر بي إلى وطن الضياء
سأمضي طائعا قدري ولكن
حذارِ من تمرّد كبريائي
يرى في الشعر ملاذه الذي يلجأ إليه، ولد في قرية بلوزة في ريف بانياس، والتي تتميز بطبيعتها الجميلة فكان لها دور في تبلور قصائده فكان له عدة دواوين: زائرة – وعد – شراع – ولدي، بالإضافة لمخطوط: فيض، وفي لقاء الوحدة مع الشاعر علي سعادة كان لنا الحوار الآتي:
* إذا بدأنا بالتعريف عن الشاعر علي سعادة فماذا نقول؟
** ربما يكون الجواب عند من يقرأ قصائدي، لكل قارئ تعريف، يصعب علي الغوص في اللغة لأصل إلى: من أنا ؟ لنقل ببساطة: مشروع شاعر.
* ‎منذ متى وأنت تكتب الشعر وكيف كانت البداية؟
** أحاول كتابة الشعر منذ نصف قرن وما زلت، البدايات كانت مع الطبيعة، والغزل، مروراً بالسياسة، وصولاً إلى التصوف.‎
* من ملهمك في الشعر، لكل شاعر طقوس وأجواء تلهمه بكلمات يحولها لقصائد فما الشيء الذي يلهمك؟
** القصيدة تكتبني متى أرادت لا متى أريد، أراودها، أستدرجها، وغالباً ما أفشل! لا تكتبني إلا عندما أكون وحيداً، متوحداً في محرابها، أشياء كثيرة تحفّز القصيدة: الحزن، القهر والظلم ، الجمال…‎
* هل الشعر فعلاً ملجأ للشاعر؟
** أميل إلى القول: الشعر ملاذ، صومعة، وله تجليات عديدة.‎
* بعد تجربتك بمنتدى بانياس الثقافي ما رأيك بالجيل الجديد وهل هناك شعراء حقاً؟
** منتدى بانياس الثقافي امتداد لعدة أسماء سابقة، تجربة عمرها أكثر من عقد من الزمن، ولستُ الوحيد الذي بدأ التجربة، معي الكثير من الأدباء والكتّاب والمثقفين والمهتمين، الجيل الجديد يضج بالمواهب الواعدة، نعم لدينا شاعرات وشعراء تليق بهم التسمية.
* يقال عنك (يا علي يا ابن سعادة حلك تترك هالعادة كل ما وحدة تقلك بو بتقلها مي زيادة) فهل السماح لمتسلقي الأدب بالظهور على منابر المراكز شيء سلبي؟
** رحم الله الصديقة الصادقة التي قالت لي يوماً: يا علي يا ابن سعادة حلّك تترك هالعادة …. أرادت بدعابتها الجميلة تنبيهي للتريث في استضافة من لا تملك الموهبة، وأعترف أنني ساهمت في استضافة من لا يملكن اللغة الشعرية، تشجيعاً، وإيمانا بمقولة: الزمن غربال، نعم السماح للمتسلقات والمتسلقين أمر سلبي لكن لماذا لا نمنح فرصة لمن قد يفيده التشجيع.
* كيف يمكن أن ننقذ الشعر؟
** لا تخافي صديقتي فالشعر ليس في خطر لننقذه – كما أرى – في الماضي والحاضر والمستقبل تجدين مئات الأسماء على الساحة الشعرية، يبقى الأصيل، الفطري، الموهوب، ويكنس الزمن الباقين.
أخيراً الغرور مقبرة ، المنابر والأضواء الزائفة لا تصنع شعراً.
زهر الأكّي دنيا مال
ع خدودك مدري شو شال ؟
وعصفور الدوري السكران
لشفافك غنى موال
مين القال نسيتك مين
هديتك هالقلب من سنين
بين غصان الحد العين
بنيتلك أجمل عرزال
ياعطر الورد الجوري
حن علي و لاتجوري
كل ماطليتي تزوري
منعيّد وبيهدا البال

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار