جمــود في أســواق الســيارات ولهيب الأسعار يحول امتلاك السيارة إلى حلم

رقــم العــدد 9501
الإثنين 6 كانون الثاني 2020

يعاني سوق السيارات من جمود كبير وسط ارتفاع كبير في الأسعار طال مختلف أنواع السيارات الحديث منها والقديم.
وأرجع صفوان ديب الخبير في سوق السيارات هذه الحال إلى التذبذب الحاصل في أسعار الدولار مقابل الليرة السورية وأيضاً إلى الظروف السياسية في المنطقة والتي تركت آثارها على الأسواق العالمية إن كان لجهة أسواق المال وأسعار النفط وهي الأمور التي تركت آثارها على مختلف جوانب النشاط الاقتصادي على الصعيد المحلي وهو الأمر الذي لمسناه من خلال العديد من المؤشرات ومنها سوق السيارات الذي شهد ارتفاعاً في أسعاره وصلت نسبته إلى ما يتراوح بين 30-35% وهو الحال الذي يرتبط استمراره أو استقراره بوضع الدولار مقابل الليرة السورية.
وفيما أشار ديب إلى أن العرض متوفر فقد بين بأن الارتفاع الحاصل في الأسعار قد جعل حركة البيع والشراء محصورة حالياً بين التجار الراغبين في تمويل ما يمتلكونه من سيولة مالية إلى سيارات بدلاً من شراء الدولارات وذلك حفاظاً على القيمة الشرائية لما يملكونه من أموال في ظل عدم استقرار الأسواق مؤكداً أن هذه الحالة والارتفاع في الأسعار قد حولت امتلاك السيارة إلى حلم لذوي الدخل المحدود، مؤكداً أنّه إن استمر السوق على حالة الارتفاع إلى نفس الحالة التي تم الوصول إليها في الثمانينات والتي كانت فيه السيارة سعرياً توازي ثمن بيت أو أكثر لاسيما أن الأسعار الحالية للسيارات الحديثة قد رفعت أسعار السيارات القديمة أيضاً وزادت الطلب عليها باعتبار أن امتلاك السيارة الحديثة أصبح صعباً بعد أن أضحى سعر سيارة السورنيتو يصل إلى 62 ألف دولار والسيارات الصينية /الجيب/ ما بين 22-30 مليون ليرة سورية والأفانتي إلى ما يعادل /13/ ألف دولار حيث يتم التقييم في الأسعار دائماً على الدولار وما يوازيه بالليرات السورية وقس على ذلك أسعار باقي الأنواع بالنسبة للسيارات الحديثة والتي ارتفعت فيها أسعار السيارات القديمة إلى المستوى الذي جعل سعر أي سيارة تعود للسبعينات أو الثمانينات لا يقل عن 3 ملايين ليرة سورية.
وأما عن إمكانيات الحل فقال بأن الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بالدولار والليرة وبالسماح بالاستيراد لزيادة العرض إلى المستوى الذي يمكن أن تؤثر على الأسعار مبيناً أن هذا الخيار مستبعد حالياً وفي ظل التوجه نحو ترشيد الاستيراد وتوجيهه نحو الأساسيات التي تبدو السيارات بعيدة عنها في المرحلة الحالية أما بالنسبة للتجميع فقال ديب بأنه يسهم في تلبية جزء من الطلب لكنه لا يمكن التأثير المطلوب والملموس على الأسعار على الأقل في ظل واقعه الحالي وحجم عمله وأسعاره التي لا تنفصل عن الأسعار التي يشهدها السوق الذي تأثر أيضاً على مستوى المنطقة الساحلية بزيادة الطلب على السيارات في أسواق المحافظات الأخرى التي تحررت من براثن الإرهاب والتي باتت تستجر سياراتها من الساحل وذلك من أجل تغطية النقص الحاصل في عدد السيارات لديها بفعل الأزمة.
وأعرب ديب في ختام حديثه عن أمله بأن تشهد الحالة الاقتصادية العامة التحسن المتوازي مع الإنجازات الميدانية التي يحققها جيشنا العربي السوري على امتداد الخارطة السورية وذلك بغية العودة بسورية إلى سابق عهدها في جميع المجالات ومنها في مجال سوق السيارات الذي وصلنا فيه ما قبل الأزمة إلى مرحلة أضحى فيها امتلاك السيارة في ضوء التسهيلات المصرفية والمداخيل واقعاً يمكن تحقيقه بأيسر السبل.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار