العدد: 9500
الأحد:5-1-2020
يطلّ العام الجديد قادماً حاملاً معه أطيب الأمنيات وأحلى الأغنيات وأجمل التّحايا التي تغنّى بها الأحبّة والأصدقاء, فقد أجمع الجميع على تمنّي الخير للجميع وأن يكون عاماً مليئاً بالحبّ والخير والسّعادة ليس لفردٍ بعينه ولا أمّة بذاتها بل كانت أمنيات تطال العالم بأجمعه, وإذ أذكر كلماتٍ فإنّي أذكر تلك التي باحتْ بسرّها وأعلنت أمنيتها (كلّ عام وأنت بخير) . ما أجمله من تمنٍّ ! ما أطيبه من شعور! أنْ يكون الآخر بخيرٍ وسعادة, أن يكون الجميع على سويّة واحدة من الحبّ, ولذا جعلتُ الرّيح حاملةً أحلامي وكلماتي لتنقلها إلى حيث تحطّ وتستريح حيث سفنُ المحبّة وأشرعة المدى تسافر في شرايين المحبّين لتحطّ في قلوب الفرحين بقدوم العام الجديد, أطلقتُ الرّيح وجعلتها مركبي واعتليتُ صهوة الحبّ فسرحتُ في خصلة شعرٍ ينساب شلالاً, سرحتُ في بحر ليلٍ دَجٍ يلتقي وفجرَ صبحٍ بان على خدّين تورّدا بعد أن تندّا وتبعثر النّدى عليهما متكسّراً ليعلن انبلاج الضوء وافترار الضّياء من عينين أطلقتا حبالاً من نور ليومض في قلبي نبض الحبّ ويتحقّق حلم الصّباح بعد هدأة الرّيح التي حطّتْ في مستقرّ عينيها وكنتُ كطفلٍ يرتاح على ثدي مرضعه وقد أتعبه البُكا واستفّه الجوع والونى فينام بعد وهنٍ من شهقة الحياة وزفير الأيّام الهاربة فيعيش عناق الاشتياق لأمّ تحرس الفجر الذي يطلّ من عينيّ طفلٍ يصرخ بأعلى صوته أنْ مرحباً بالعام الجديد, وأنْ وداعاً لليلٍ دجي أفسح الدّرب لفجرٍ يبين من بعيد ويجيء من قريب. هي أحلامي الكبرى وعبراتي التي سكبتها فرحاً وحبّاً لأجل الذين اشتقتهم أن يكونوا أزاهير الفرح, فكانوا فرحاً وكانوا رقصة غجريّةٍ بساحة عرسٍ تلوح برقصتها إلى الفرح أنْ تعالَ وعشّش في ثنايا حيواتنا وعطّر كلماتنا, تعالَ وأنقذِ الجرح من شوكٍ أدماه وعينٍ بكتْ صرخةَ الألم وأنين الوجع, غجريّة تُراقص الأيّام وتدعوها أن تعالي وانسكبي أمام الحاضرين كما ينساب العطر ويجيء الفجر من قلب الأمس. هي الأحلام والأمنيات وليست بأحلام بعيدة المنال ولا مستحيلة بل هي عنوان حياة ولحن قصيدة مغنّاة يكتبها الإنسان بيومه فتسجع بها يمامات أقلقها وأوجعها هديل من جوى اغتراب وحرقة غياب لأحباب قد غابوا في المكان وكانوا الحاضر والحامل لكلّ زمان وكلّ آن. ها هي الأيّام قد شرّعت أبوابها وفتحت نوافذها تطلب منّا أن نُطلق الأمنيات لتحققها, وعلى الطلب نحنُ والانتظار بأن يكون عاماً محققاً للأحلام والأمنيات ومودّعاً للأشواق بلقاء الأشقاء, ليكون العنوان الأشمل: عامي.. أحلامي وأشواقي.
نعيم علي ميّا