شـــهياً كفــراق لأحـــلام مســـــتغانمي نكتب بــروح عــارية ..الكــاتب يتعـرّى نيابــة عن قــرّائه

العدد: 9500

الأحد:5-1-2020


 

بلسان حالنا ،بلسان كل عاشق تورط في قضية عشقية وعجزت لغته أن تعبر إلى ضفة مشاعره ليتحدث عنها، ليعبّر عما يختلج داخل جوانيته من ألم استبدّ به إلى حد قد يصل بنا إلى الموت المجازي ،هي أحلام مستغانمي الكاتبة بلسان كل متيّم …تطالعنا بكل جديد بعد خمس سنوات على آخر إصداراتها نسيان ً.كم ..شهياً كفراق جمعت المتناقضات ومتى كان الفراق شهيّاً ..شهيّاً بعذاباته ،كتابها كان شهياً للقراءة ،مونولوجات داخلية كتبتها لم تسعفنا ذاكرتنا ولغتنا أن نبوح بها فباحت عنا الكثير.

 

جاءت روايتها في ٢٥١صفحة من القطع المتوسط من دار نوفل ،دمنة ،الناشر هاشيت أنطوان سنة ٢٠١٩.بداية كان الإهداء «فليكن ..مادام سُعاة البريد جميعهم قد خانوا صندوق بريدنا، هذه رسائل لا صندوق بريد لوجهتها عدا البحر، أبعثها في زجاجة ،إلى الذين لم يعد لهم عنوان لنكتب إليهم . الرواية تتحدث عن رجل عانى ما عاناه من مرارة الحب .ونسأل بقلب الأنثى هل الرجل يعاني ،فقرر أن يعتزل الحب ّ ليتقرّب من كاتبة الرواية أحلام ويكلّمها بكلمات هي في حقيقة الأمر كلام أحلام الروائية

الأديبة . ما بين السطور رسائل عنونتها بعناوين مستمدة من عمق التجربة والإحساس العالي بدأت برسالتها الأولى معنونة ب (أراك عصيّ الحبر )مبررة فيها عصيان الحبر لديها لمدة تجازوت الخمس سنوات تقول فيها :»هل تعود قلّة إنتاجي الأدبي إلى كون أفكاري استحالت دموعاً وأنني لم أنتبه إلى الاستفادة من فائض أحزاني ،وتحويل مجرى دموعي إلى عمل إبداعي ؟أمن الأفضل للكاتب أن يكون عصيّ الدمع أم عصيّ الحبر؟» وتتابع :»يحتاج المبدع إلى أن يسرع قبل أن يدهمه الرحيل ،ويمضي تاركاً خلفه نصوصاً لم تكتب إلا في ذهنه .سباق دائم بين سيف الوقت وقلم المبدع من منهما يهزم الآخر .ثم تسرد لنا قصصاً تخصها لأول مرة تقوم بسردها عن تفاصيل خصتها مع عظماء الزمن الجميل الشاعر نزار قباني والدكتور غازي القصيبي، لقاؤهما معها وابتعادهما عنها تقول :»في آخر مكالمة مع نزار ،كنت سعيدة بعودته إلى الحياة، إلى حد تركت له كثيراً من الكلام لأقوله لاحقاً، فقد ظننت أنه منح عمراً جديداً ،لابضعة أيام فقط.» أما رسالتها الأخيرة فجاء عنوانها :»الحياة أقصر من أن تهدرها في إثبات حسن نواياك للآخرين فهم في النهاية لن يحكموا عليك إلا بحسب نواياهم «وفي صفحتها الأخيرة كتبت عزيزي القارئ هذه صفحة لك ..حتماً ثمة رسالة وودت لو أنك كتبتها ،لكنك لم تجد لها من ساعي بريد .خبئها إذن بين دفتي هذا الكتاب ،وأهد النسخة لمن تشاء من دون توقيع ولا أسماء .وحدها الروايات تمكننا من تهريب المشاعر وإطالة حياتها بين طيات كتاب..

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار