أمنياتنا الثقــــــــافيـة..دورُ مسارح وسينما يعلوها هتاف.. مكتبــــات وروادٌ.. منــــاهج دراســـــية تلكــــمُ المــــلل
العدد: 9499
الثلاثاء :31-12-2019
علّنا طرحنا سؤالاً غريباً لم يعتده القارئ والمتابع، عادة تكون أسئلتنا، ما هي أمنياتك بالعام الجديد على الصعيد الشخصيّ؟ ما هي أمنياتك على الصعيد العام؟ أما اليوم فسؤالنا لاقى التجاوب لدى المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، كان سؤالنا: ما هي أمنياتكم الثقافية؟
* الصحفيّة بشرى رجب: إن أمنيتي الثقافية في جميع الأعوام التي ستمرّ على الأرض السورية إلى أن تتحقق هي (نقل الثقافة إلى الشارع) على الرغم من الحركات الثقافية التي نشهدها في سني الحرب والتي تضفي على المشهد السوري المتعب جهداً لافتاً بأن صوت الحياة يعلو على صوت الحرب تبقى هذه الحركات ضئيلةً ولا يُسمع صداها سوى من قبل عدد من المثقفين والمهتمين، منذ أشهرٍ قليلة انطلقت في اللاذقية فعالية (باص ثقافي) على الرغم من بساطة الفكرة إلا أنها كانت قادرة على بثّ الروح الإيجابية وتحسين المزاج العام وبعد فترةٍ قصيرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورٌ لشبانٍ يقومون برسم لوحاتٍ فنية في غاية الإتقان على أرصفة المدينة وعلى زجاج السيارات المغبرّة، فجأةً تحوّل هذا الغبار إلى لوحةٍ فنيّةٍ حازت على إعجاب الكثيرين، ولن أنسى المنحوتة التي قام بها أحد طلاب الفنون الجميلة على إحدى أشجار العاصمة دمشق، إذاً نستنتج أن الشارع هو ليس فقط الأداة التي تصل المناطق المختلفة ببعضها، بل هو الجامع لكلّ الناس بجميع اختلافاتهم والمؤثرات الثقافية قادرة على أن تؤثر بالجميع على حد سواء، لماذا يجب علينا أن نعلّب الثقافة ونحصرها في قالب الأمكنة؟ الثقافة ليست مهرجاناً لعدّة أيام في العام ومنتديات ثقافية ومعارض كتب ومعارض تشكيلية، ما الضرر إن توجهنا بالرُّكُبِ الثقافية إلى جمهور عام مختلف من كافة شرائح المجتمع العمرية والثقافات وطرق التفكير المختلفة؟ سنشهد حينها حركةً ثقافيةً لا مثيل لها، إدخال الثقافة إلى الشارع عن طريق المسرح أو السينما في الهواء الطلق، وجود رسامين، نحاتين، فنانين تشكيليين، مغنين، راقصين في الشارع سيسهم في نشر السعادة والفرح، حتى الشعراء والعازفين والجداريات التي تكتب بأجمل المقتبسات لكتّاب عظماء كلهم مجتمعون سيسهمون في تنمية ذائقة الشعب للفنون، عدا عن اكتشاف المواهب الفنية الشبابية، الثقافة تستطيع أن تعبر عن أوجاع الشارع وهمومه أن تتحدث بلغته وبلسانه ومفاهيمه ولكن بأطرٍ خاصةٍ إبداعية، تنمية ثقافة الشارع ستسهم في تغيير المظاهر غير المحببة ونشر ثقافة الحياة، باختصار إدخال الثقافة للشارع هي التي ستسهم في تغيير ثقافة الشارع.
* الصحفي مهران سلوم: قد يكون السؤال بسيطاً من حيث الطرح إلا أنَّ الجواب يحتاج إلى مئات الأسطر وعشرات الصفحات للإجابة عنه ولن أبالغ إن أقول: ليست تمنياً وإنَّما طرح أضعها في أيدي القائمين على الحركة الثقافية في اللاذقية أولاً وأعممها على سورية، وألحقها برؤى شخصية لي، نحن في اللاذقية لابدَّ لنا من تفعيل الحركة الثقافية في المدارس التربوية كلها وأن نستحدث حصة أسبوعية للثقافة في الصفوف كلها نشرح فيها للكل أبناء البلد عن كل ما يحصل من حولهم وتكون حصصاً نقدم لهم خلاصة تجارب الآخرين من إبداعات وقراءات ودراسات بحسب كل عمر وممكن أن نقرأ لهم في رواية أو قصة أو حتى التركيز على النشاط المسرحي في كل مدرسة وكثير من الأفكار الثقافية لهذا الجيل الذي انجرف إلى نوع من أنواع الثقافة الإلكترونية الدخيلة على مجتمعنا وممكن بعدها أن نعمم هكذا حالة على مدارس القطر والرؤية الأخرى حول زيادة الأنشطة الثقافية بأنواعها في المدن جميعها والحض على الفعاليات الثقافية في كل حي وتكون دعماً وجسراً للمراكز الثقافية، طبعاً لا أستطيع إلا أن أضيء أيضاً على جامعاتنا ككل وزيادة النشاط الثقافي بكل فرع بعبارة أخرى طرح فكرة الكتاب صديقي وتجسيده فعلاً بحيث تقدم ورشات ثقافية من كتّاب كبار كندوات داخل الجامعة كل اختصاص باختصاصه لأننا هنا نفتقر إلى المتابعة الدائمة والحثيثة لأحدث الإصدارات في كل مجال على حدة، وممكن أن أردف القول على الصعيد الشخصي أجتهد وأعمل لإصدار مجموعة قصصية جديدة بعنوان (أخوة السماء) وأيضاً مجموعة قصصية من نوع القصة القصيرة جداً وكذلك كلي شغف في ولادة مسرحيتي الأولى للكبار التي ستمثل على خشبة المسرح ولن أخفي أمنيتي بمتابعة ما بدأته من كتابة مسرحيات للصغار وتقديمها لجمهور اللاذقية وخارجها وإن شاء الله سيرى عملي التلفزيوني الأول النور الذي أنشده.
* جولي زوان: ها نحن على شرفات عام جديد ،عام نأمل أن يحمل في طيّاته السلام و الأمان وتحسناً في الوضع العام، ونتمنى أن يحمل معه تطوراً ملحوظاً ومميزاً على صعيد الثقافة، تتباين أمانينا المتعلقة بالمستوى الثقافي للعام القادم لتشمل آمالنا بأن نشهد إنجازات ثقافية مميزة ونجاحات أدبية ومسرحية وسينمائية مهمة على مستوى عربي وعالمي إضافة إلى أننا نتمنى أن يستمر ويزداد الزخم الثقافي والأدبي ويتم تكريس الإمكانات في سبيل خدمة الجانب الثقافي وتقديم الدعم الدائم والإعلاء من شأن الثقافة وتفعيل دور الشباب دائماً والعمل على صقل قدراتهم و الاستفادة من جهودهم واندفاعهم لرفع مستوى الثقافة والعمل على زيادة الوعي الثقافي للأفراد فثقافة الفرد جزء من الحضارة وخطوة أساسية في طريق إعادة الإعمار، كما نأمل أن تزداد الفعاليات والنشاطات ونتمنى تضمين وإغناء الخطة الثقافية للعام القادم بالمزيد من النشاطات التي تؤثر بشكل إيجابي وتعطي نتائج عملية كالندوات الثقافية والعروض المسرحية الهادفة والحفلات الموسيقية وزيادة الوقت والمدة المخصصة لكل نشاط وآمل أن ندرك جميعنا كأفراد أنه يجب علينا دعم القطاع الثقافي عموماً من خلال التشجيع على مختلف النشاطات والعمل على دحض فكرة أنه لا أمل بواقع ثقافي مميز في ظل الحرب.
* مرح عروس: إننا وإن كانت كل أمانينا سابقاً بروقَ خُلّبٍ عكّرت صفو سمائنا بغير جدوى، فإننا لا يسعنا مع كل بعثٍ جديدٍ إلا أن نبثّ فيه ما نحلم، أمنياتي في مطلع هذا العام، دورُ مسارح وسينما يعلوها هتافٌ وتصفيق حار، مكتبات وروادٌ لها، مناهج دراسية تلكمُ الملل والرتابة، برامج توعوية تجعلنا درجاتٍ في سُلّم لا درَكاً في منحدر، فعالياتٌ شبابيةٌ ومبادراتٌ إنسانية وتعليمية يعمُّ بها النور والحب والخير كل الخير لهذا الوطن الطيب والمسالم.
* ميس الريم شحرور: أن تتكرر الأمنيات الثقافية عاماً بعد عام لا يعني ذلك استقرار أحلامنا على وتيرة واحدة، بل ربما هي حالة إيمانية راسخة ومطلب ثقافي مشترك بضرورة بناء نهضة إنسانية واعية تجعل من المثقف ربّاناً في مرحلة بناء الإنسان، بدلاً من ترك الثقافة الواهية تفتك بما تبقى من شغف نحو المعرفة في قلوب الثلة الباقية، إذاً أمنيتي هي جعل الثقافة حالة اجتماعية تجذب نحوها كل فرد، هذه الحالة الاجتماعية محور اهتمامها وارتكازها المثقفون من أدباء أصحاب فكرة خلاقة وفكر متفرد، مع عدم إغفال دور وسائل التواصل الاجتماعي في فتح قناة للحوار بين الحضارات والثقافات، فتتحول الغاية منها لتواصل فكري وثقافي لا معرفة شخصية ظاهرة مجردة، على أمل أن يستطيع مثقفو سورية أن يمهدوا الدرب أمام هذه النهضة، من خلال وضع حجر الأساس لها اعتماداً على أصحاب التأثير من فنانين وعلماء وأدباء وحتى رياضيين، عساها تتوحد كلمة الإنسان تحت عنوان الثقافة، بدلاً من الانحدار الآخذ بالازدياد نحو عوالم مجهولة وغياهب السقوط في مهب العبثية والعدم..
نور محمد حاتم