رقــم العــدد 9495
الإثنـــين 23 كانون الأول 2019
أضحى حسم موضوع إدخال الزيتون القزمي موضع جدال بين مؤيد ومعارض له وما بين من يقترح إدخاله للاستفادة من مزاياه على صعيد زيادة الإنتاج المحلي من الزيت وبين من يعارض دخوله إلى سلم زراعتنا وذلك بغية الحفاظ على الأصناف المحلية ذات الجودة العالية والمتأقلمة مع ظروفنا المناخية والتي تمتلك من المقومات زيادة الانتاج فيما لو تم تخديمها بذات الطريقة التي يخدم بها الصنف الجديد سيما من النواحي المتعلقة بالتسميد والري والتقليم والمكننة الزراعية.
وبين مجمل هذه الآراء نبيّن بعض المزايا التي يتميز بها هذا الصنف الجديد والذي يتخذ من اسم (أربكينا) أي ملكة العرب اسماً له والذي تسود زراعته في إسبانيا التي استطاعت بفضله من احتلال المركز الأول من مزايا ومواصفات تتضمن عدم تجاوز طوله الـ 2,5 م وعرضه 1,8م وكونه لا يخضع للمقاومة وذو كثافة في الإنتاج وعقد الثمار حيث يمكن وحسب المعلومات المتوفرة عنه تكثيف حتى 3000 شجرة في الهكتار في الوقت الذي لا يتجاوز هذا العدد في الزيتون العادي 250- 350 شجرة.
كما ويمتاز زيت هذا الصنف من الزيتون وحسب ذات المصادر بالجودة ونقص الحموضة وإمكانية طرحه للاستهلاك دون تخزين أو حاجة لتعديل الطعم كما وتتميز شجرته بإمكانية الإنتاج في السنة الثانية من الزراعة وذلك بعكس الأنواع الأخرى التي لا تدخل طور الإنتاج الفعلي قبل العام الثامن من عمرها علماً بأن إنتاج الهكتار الواحد من هذه النوع يتراوح ما بين 7 آلاف إلى 12 ألف طن، ناهيك عن الكثير من المزايا التي تجعل من هذه الصنف وبحسب مؤيديه فهو منافس وذو إنتاجية عالية تفوق باقي الأصناف المعروفة ولا سيما المزروعة في أراضينا الزراعية.
وأما رأي وزارة الزراعة في هذا الصنف فحدثنا عنه المهندس عمران إبراهيم رئيس شعبة الزيتون في دائرة الانتاج النباتي بمديرية زراعة اللاذقية الذي قال: إنه صنف ذو إنتاجية جيدة لكن احتياجاته المائية عالية عداك عن حاجته للمكننة الزراعية وخاصة في مرحلة القطاف كونه يزرع في مساحات كبيرة (كارتلان) ويخدم بآلة الواندو وهي المساحات التي لا تتوفر لدينا في القطر وخصوصاً في المناطق التي يزرع فيها محصول الزيتون ومنها المنطقة الساحلية ذات الحيازات الزراعية الصغيرة وأضاف م. إبراهيم بأن الزيت المستخرج من هذا الصنف هو من النوع المنخفض الفينولات والذي يتصف بقلة قابليته للتخزين والحفظ وحاجته للخلط بالزيوت الأخرى وهي الحاجة التي تقوم الدول التي تزرعه ومنها إسبانيا ذاتها باستيراد أنواع الزيوت من الدول الأخرى ومنها سورية وتونس بغية خلطة بها علماً بأن معظم استخدامات هذا الزيت تتم لصناعة الحلويات وغير من الصناعات المشابهة وذلك نظراً لخصوصية مواصفاته بعد الإشارة هنا إلى عدم صلاحية للتخليل.
وقال م. إبراهيم بأن هذا المواصفات ولدى مقارنتها بالمواصفات التي تتمتع بها أصناف الزيتون المحلية تجعل من زراعته أقل جدوى لا سيما إذا علمنا أن الأصناف المحلية.
يمكن أن تكون أكثر إنتاجية منه فيما لو تم تقديم ذات الخدمات لها: الري- التسميد- التقليم السنوي والمكافحة… علماً بأن الأصناف المروية المحلية التي تعطي إنتاجاً عالياً تكون متلائمة مع الظروف المناخية وذات استخدامات متعددة ثنائية أو ثلاثية الغرض (زيتون- زيت- عيطون)، وأن تقدم الخدمة التي ستقدم للزيتون القزمي ليجعلها منافسة قوية له على صعيد الإنتاج بعد الإشارة إلى أن عملية التقزيم ممكنة للأصناف المحلية من خلال التقليم وأن عدم إجراء التقليم للقزمي سيحوله إلى أشجار كبيرة مع السنين وأكد رئيس الشعبة بأن كل هذه الأمور تجعل زيتوننا المحلي الأفضل فيما لو تم تخديمه أسوة بالصنف المذكور وهو الأمر الذي نفتقد إليه حيث لا زالت شجرة الزيتون لدينا شجرة الموظف والشجرة الحراجية التي لا تخدم بالشكل المطلوب الذي إن تم فسيجعلها منافسة عالمية لافتاً إلى المتابعة التي تقوم بها وزارة الزراعة ولا سيما من الناحية الإرشادية لتوعية الفلاحين إلى الخلل الذي يمكن أن يحدث في حال إدخال هذا الصنف ضمن قائمة زراعاتنا باعتبار أنه لن يكون معطاءً كما هو متوقع بعد الإشارة إلى وجود أصناف محلية قريبة منه (في مناطق راجو والقدموس) وإلى كون المصدر الأصلي لهذا الصنف هو من بعض أصناف الزيتون القادمة من فلسطين.
وقد حسمت وزارة الزراعة الأمر لصالح الحفاظ على الأصناف المحلية وذلك من خلال إصدار تعميم إلى مديرياتها في المحافظات لمكافحة انتشار هذا النوع ومنع إنتاجه في المشاتل وحتى مصادرة ما هو موجود منه في المشاتل وإتلافه وهو ما قامت به حسب ما توفر لدينا من معلومات مديريات الزراعة ولا سيما في اللاذقية وطرطوس، لتبقى زراعة الأربكينا موجودة في الظل على الرغم من منعها في العلن وذلك وفقاً لتعميم وزارة الزراعة الذي أشرنا له على الأقل.
نعمان أصلان