رقــم العــدد 9495
الإثنـــين 23 كانون الأول 2019
لوجه الله !، ولك فقط، اللعب على الألفاظ أسلوب تسويقي مكشوف الأغراض،
قد يضرب على الوتر الحساس، لغير المستقرين نفسياً، وما عاد أحد يبالي بهذه الترنيمات الدعائية، (بس لإلك 100 رسالة بـ 25 ليرة لمدة أسبوع، للتفعيل اطلب..)
ولكِ من دون بقية خلق الله، عرض جنداري، للصبايا فقط (خصيصاً لكِ.. 25 دقيقة خلوية محلية و 25 رسالة من باقة صبايا لــ5 أيام.. ما عليكي غير تفعلي الباقة بطلب… وبكلفة 200 ليرة بس) يعني إذا طلبها رجل لا يفعلون له الخدمة وخاصة أن نون النسوة تقفي آخرتها، ومع هذا لم أفعّل البطاقة ولم تيأس نون النسوة من تكرار إرسالها!.
وبعض العروض تعيدنا نصف قرن إلى الوراء، في إيحاء يدغدغ الذكريات المنسية، وكأنّ الجدّة من تحدّث أحفادها: كنا نشتري كيلو اللحمة بنص ليرة، وسيحدّث أبناؤنا أحفادهم: كان في قديم الزمان شركة خلوي منحت عرضاً لزبائنها بنصف ليرة!
(صارت نصف الليرة تتحدّث) و(الدقيقة بنص ليرة مع عرض باقات الدقائق اليومية .. للتفعيل اطلب… واستمتع بمكالمات أكتر).
لا أجيب ولا أجيد ولم أنفعل أو أتفاعل مع مسابقة جوائز وملايين ولم تغرني لهجة الترغيب بالذهب ومع هذا كانت تأتيني الرسائل مثل سيل جارف أحسبها وصلت ل١٥رسالة، خلتٌ بعد قراءة بعضها قبل أن أهمل الجميع لاحقاً أنّي فائزة لا محالة، افتح الرسالة اقرأها بعناية!
كل أحد نمنح جوائز ذهب! (الفرصة بتجي مرة بالعمر.. بس عنا كل أحد! لسحب جوائز الذهب!)
لم ألتزم النصيحة (وخلي هاتفك معك قد تكون الفائز ونتصل بك!) لأني ٢٠٠بالمئة قد لا أكون!
ويطالعنا سباق العروض المحموم بين (سيرياتل، وإم تي إن) في الطرقات ومن نوافذ الحواسيب وأسطح مكاتبها، ومن الموبايلات تشعرنا بالعروض الفريدة
(مع عرض سيرف المميز، استمتع بباقة شهرية 1 غيغا بـ 1000 ليرة بس بدلاً من 4000 ليرة واستفد من العرض لمدة ثلاثة أشهر، للتفعيل اطلب…) عدا عن عروض الجمعة.
وهكذا يفتر الحماس لفتح أي رسالة جديدة لتبييت الظن مسبقاً أنّها على شاكلة ما سبق (غير قيّمة)! ولا سبيل لحظرها، تلاحقنا كظلنا وإن أغلقنا الموبايل تتربص بنا وبمجرد تشغيله تكرج رنّاتها خلف بعضها كأنّها تتدافع وراء باب موصد فتنزلق عند فتحه.
ليت مديري التسويق يَعون أنّ هذه الرسائل باتت مصدر إزعاج، فطالب عرض سيبحث عنه، ومهووس المسابقات لا يحتاج معونة الرسائل، ورنين الرسالة إذا قطعت خلوة المحمول بفتوى أصحابها حرام حرام!
خديجة معلا