الغريب…

العدد: 9494

الاحد: 22-12-2019

 

فرغ المقهى من جالسيه

ومن عشاقه
لوحدي على الطاولة
أتأمل طبعة شفتيك الزهريتين على
فنجانك
رحلت
وما عدت هنا
توقف المطر عن السقوط هنا
توقف العابرون عن المرور من هنا
وأصبحت الشوارع خالية
والبيوت خالية
لم يبق سوى أنا
وبعض شبان يلعبون الورق
وحديثهم المعتاد عن مشاكلهم الخاصة
لا أحد يحملق فيك
أو يتحدث معك
أو مجرد سلام
يبعد عنك شقاء الوحدة
ماذا تفعل أيها الغريب هنا
أتقرأ فروضك المدرسية
أتعاود شربك للقهوة
قد فرغت علبة سجائرك
قد جن الحزن من حزنك
حتى أصدقائك مرو من جانبك
ولا أحدا فيهم يقول مابالك
ويسأل عن أحوالك
ارحل
واترك بقاياك هنا
افعل ما يحلو لك
جرد نفسك من أفكارك الواهمة
ابحث عن الحقيقة فهنا
لا يوجد سوى الصراخ..
وبعض لحظات
قد تكون منسية
اكتب قصيدة
مرر آلامك فوق رحيلها
رحلت ولم تعد هنا
فالحب أصبح أغنية
غني وعلي صوتك
فلا أحد يسمعك
أو يهتم فيك
اكسر جدار الصمت
وانفجر
فأنت اليوم بعيد المدى
آخر طرق النسيان
ضائع الهوية
سر بين أزقة الشوارع الضيقة
والصق منشوراتك على
ماتبقى من جدران الأبنية المهدمة
فأنت لست سوى غريب
يحاول أن يرى
كيف أصبحت دنياه مشردة
فحروب العشق المدمرة
هي أشبه بحروب العالم
الذي يقتل تحت شعار الديموقراطية
الطريق الذي ترسمه في مخيلتك
للقاء جديد
بعيد عن هنا
فحاول أن تنسى
فالنسيان هو من يقنع ذاتك بمعرفة الحقيقة..

علي سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار