العدد: 9494
الاحد: 22-12-2019
شهد عام 2019 كثيراً من النشاطات والفعاليات الثقافية في مختلف مديريات الثقافة على امتداد الجغرافيا السورية، ونالت اللاذقية والمراكز الثقافية التابعة لها قسطاً وافراً منها، وتميزت عن الأعوام السابقة نوعاً وكمّاً، وجاءت ملبّيةً لطموحات كثيرين من أهل الثقافة والأدب إلى حدٍّ ما، وإن غلب على بعضها التكرار أو الضعف في مقوّمات نجاحها وتميزها، لكن حضورها يبقى الأكبر والأهم بين مختلف القطاعات. ولم يتوانَ القائمون عليها في توفير مستلزماتها وأدواتها، واستقدام ما يلزم ضمن الإمكانيات المتاحة، على مختلف الصعد وفي المجالات والاختصاصات كافة، ويمكن القول إن الحراك الثقافي لهذا العام تطوّر وشهد تفاعلاً كبيراً خاصة في مجال المهرجانات والملتقيات والمعارض سواء الفردية أو الجماعية، كذلك حال الظهريات والأمسيات الأدبية وسواها، ولم يخبُ بريق الثقافة يوماً بل كان ومازالت ملاذاً لأهلها ومحبيها ومتابعيها، ونستعرض في الأسطر القادمة بعضاً من أهم وليس كلّ الأحداث الثقافية وما رافقها من فعاليات وأنشطة، دون أن ننسى توجيه التحية إلى جميع العاملين في الحقل الثقافي وجنوده المجهولين خلف الكواليس، وما يبذلونه من جهود جبّارة وتذليل للعقبات والصعوبات ليبدو الحدث الثقافي بأبهى وأجمل حلّة. وتبقى التحية الأجلّ والأكبر لجنود وبواسل جيشنا العربي السوري الأبيّ الذين يصنعون الانتصار تلو الانتصار، والذين لولا تضحياتهم ودماء شهدائهم الأبرار لما كنا هنا نحتفل بهذا الحصاد الحافل سواء في الثقافة أو غيرها، لكم تنحني الهامات وبكم تشمخ الرؤوس..
حيث شهد مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية كثيراً من العروض والأمسيات والحفلات الفنية وكان منصّةً لإطلاق فعالياتٍ عدة، لعلّ من أهمها إطلاق مهرجان أوغاريت الأول، واحتفالية يوم الثقافة.. ذاكرة وطن، وما رافقها من نشاط وحراك منقطع النظير، شاركت فيه المحافظات والمدن السورية الأخرى وجاء منظماً وملبياً لرغبات كثيرين، إذ تضمن عدداً كبيراً من المحاضرات والظهريات الأدبية لأسماء من داخل وخارج اللاذقية، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة، ومعارض الكتب والفنّ التشكيلي، كذلك عرضاً لأهم الأفلام السينمائية ومنها فيلمي: دمشق ـ حلب، وأمينة. ورافق مثل هذه الاحتفاليات تكريم عدد من الشخصيات المؤثرة التي تركت بصماتها في عالم الأدب والثقافة وتوزيع جوائز تكريمية عليهم. واللافت أيضاً وبعيداً عن هذه الاحتفالية استقدام فرق غنائية وموسيقية وراقصة من خارج سورية أيضاً لما لها من دور بارز في التبادل الثقافي والتعريف بتراثها وفولكلورها ومنها حفل لفرقة روسية وحفل لفرقة إندونيسية. كما شهد المسرح إطلاق عدد من المبادرات والحفلات وتقديمها للجمهور لأول مرة، ومنها: ملتقى محمود العجان الموسيقي الأول، وحفل طلاب البيانو الأول yolland ، وحفل طلاب رامز غنيجة الأول أيضاً. إضافة إلى النشاط الدوري المعتاد للظهريات الشعرية والقصصية، والمحاضرات العلمية والفكرية والأدبية، وتوقيع عدد من الروايات والمؤلفات الجديدة في صنوف الأدب المختلفة. ليس هذا وحسب إنما أطلقت معارض كتب متنوعة تموضعت على رفوفها كتب محلية وعربية وعالمية بأسعار تشجيعية منافسة لاقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً. أيضاً فقد شهدت صالات العرض داخل دار الأسد وخارجها، سواء في صالات العرض الخاصة أم على أرض المتحف الوطني ـ الذي شرع أبوابه أيضاً لاستقبال كثير من الملتقيات والمهرجانات ـ إقامة عدد كبير من معارض الفنّ التشكيلي وملتقياته، ضمّت لوحاتٍ ومنحوتاتٍ لرواد الفن وأساتذته، وإطلاق معارض لعدد من المواهب الجديدة والفتية، مع معارض خاصة في مجالي التصوير الضوئي والفوتوغرافي واستخدام تقنيات جديدة ومتطورة. كما رافق هذه الفعاليات عروضاً مسرحية هامة، سواء في خشبة مسرح دار الأسد للثقافة أو في خشبة المسرح القومي باللاذقية ومنها: عرض 3حكايا لمبدع أيمن زيدان وما رافقه من حضور جماهيري حاشد اكتظت بهم المدرجات، وعرض حياتكم الباقية للمخرجة المتميزة سهير برهوم، وعرض التباس للمخرج سلمان شريبة، ومونودراما الكناس، وفيلم بوط كعب عالي. كما كان للسينما وعشاقها نصيب من العروض الجماهيرية الكبيرة، كفيلم الاعتراف، وفيلم أمينة، إضافة إلى إعادة العروض الجماهيرية لبعض الأفلام السابقة. كما حظي الأطفال بعدد كبير من العروض والمعارض المتميزة سواء للكتب أو للفنّ التشكيلي والرسم إضافة إلى مهرجان خاص بالطفولة (فرح الطفولة) كان عامراً بالفعاليات والأنشطة والمسابقات. ولم تقتصر الاحتفاليات الثقافية على مدينة اللاذقية وحسب إنما رافقها عروض مماثلة في مختلف المديريات والمراكز التابعة لها، ومنها مهرجانات عدة: كمهرجان صلنفة الكبير ومهرجان القلعة والعناب بالحفة، ومهرجان الدالية … كذلك كان نشاط فرع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية زاخراً بأسماء لامعة لكتّابنا وأدبائنا المحليين والعرب. أيضاً لاقت الإصدارات الأدبية والثقافية والعلمية والفكرية الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وغيرها حضوراً في مختلف معارض الكتب العامة والخاصة. وللمرأة ومهاراتها حضورها اللافت في الفعاليات والأنشطة كافة. وكان ختام العام الثقافي بمهرجان اللاذقية الثقافي الثاني، ولعل الحدث الأهم فيه إعادة افتتاح صالة سينما الكندي والعرض الأول لفيلم دم النخيل للمخرج نجدة أنزور، إضافة إلى برنامج حافل بمختلف النشاطات والفعاليات.
ريم جبيلي