بلاد و عباد.. بـــــين عامـــــين

رقــم العــدد 9493
الخميس 19 كانون الأول 2019

ستحجب عطلتا الميلاد ورأس السنة زاويتي الأسبوعية عن النشر لذا فتلك الزاوية الأخيرة لهذا العام الذي ستطويه أعمارنا بعد أيام، وأراها مناسبة لأسكب بعضاً من ذاكرتي عما انصرم واستشرف صوراً مما أرتجيه لعام مقبل نأمله مفتوحاً على خزائن الفرح والأماني الطيبة.
في عامنا الذي يستعد لدخول روزنامة الأيام ودفتر الزمن حققنا انتصارات في مواجهة تحديات صنعت لنا, ولنا وحدنا داخلية وخارجية, ويمكن أن نسميه عام المواجهات التي حسم أغلبها لمصلحتنا وبشكل باهر وبخاصة في الميدانين العسكري والسياسي، وبكل تفاؤل يمكن القول: كانت الأشهر المنصرمة ميداناً لإرهاصات ومتغيرات ونجاحات تركت منعكساتها على مجريات الحياة السورية وكلها تؤكد حتمية هزيمة الإرهاب المطلقة، وقدرة السوريين على اجتراح معجزات الصمود والمواجهة رغم المحن فقد شهدنا عودة مساحات كبيرة من الشمال السوري كانت مختطفة ومحتلة من قبل عصابات إرهابية مدعومة وممولة خارجياً.
فوق ذلك كلّه كان الحضور اللافت للسيد الرئيس بشار الأسد في ميدان المواجهة وتفقده لوحدات قواتنا المسلحة على الخطوط الأمامية في ريف إدلب الجنوبي موجهاً ومشعلاً حالة حماس في نفوس حماة الديار ستبقى زادهم في مواجهتهم الجسورة مع حراس الخراب وسارقي الأوطان.
إضافة لذلك فقد أضاءت أحاديث وحوارات السيد الرئيس مع وسائل الإعلام المحلية والعالمية عقل العالم وكشفت أمامه حقائق ووقائع قدمها سيادته ساطعة, عارية راجحة، فاضحة تآمر الغرب ودعمه اللامحدود وللإرهاب وكان آخرها لمحطة فينيكس الصينية وقبلها لمحطة (راي نيوز24) الإيطالية والتي لم تبث لما حملته من حقائق تكذب الروايات الغربية عن حقيقة ما حصل ويحصل في سورية وفي مقدمتها كذبة استخدام السلاح الكيميائي.
واقع حياتنا المعيشية كان مختلفاً في صورته عن المشهدين السياسي والعسكري حيث تناغم حيتان الداخل مع سياسات الحصار الخارجية في هجوم لم ينقطع على عملتنا الوطنية ومحاولات خلق فوضى سعرية وأسواق مرتجة لا تعرف الاستقرار, وكم كان وقع ذلك ثقيلاً على حياتنا ومع ذلك حاولنا أن نمسك بالفرح ونصنع أصنافاً ملونة لفرح يخرج من رحم أوجاعنا لكنّ إمكاناتنا فشلت في هذا الجانب حتى المكرمة التي أصدرها السيد الرئيس والقاضية بزيادة أجور العاملين ذهب نصفها ضرائب وضعفها سرقة التجار من أصحاب الحرف ومقدمي الخدمات. مع كل ما في حياتنا من متاعب نتطلع إلى العام المقبل على متن الأيام ونتمناه حافلاً بالأحلام ولم لا؟ فهذا تفاؤل مشروع اذ كثيراً ما تعد الأيام وتنسى ما وعدت به فتظل الأحلام هي المرتع الخصيب الذي لا يجدب. أهلاً بالعام الجديد وكل عام والجميع بخير.

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار