عندمــا يؤمــن البنفســــج.. للشاعر أحمد بشار الحلاق

الخميس 19 كانون الأول 2019

العـــــدد 9493

    

بالتعاون بين ملتقى القرداحة الثقافي والمركز الثقافي بجبلة أقيم حفل توقيع ديوان شعر للشاعر أحمد بشار الحلاق بعنوان (عندما يؤمن البنفسج) بحضور لفيف من الشعراء والأصدقاء والمهتمين ونائب رئيس جمعية أنا إنسان الخيرية السيدة آمال عيسى لأن الشاعر خصص ريع الحفل لجرحى الجيش العربي السوري. وعلى هامش الحفل التقينا الشاعر الحلاق فقال: العنوان جزء من قصيدة بنفس العنوان، عندما يؤمن البنفسج بنبوءة سيدة الأقمار، واختيار هذا العنوان لأن البنفسج هو سيد الألوان ورسول الجمال بين العشاق، والمرأة هي ربة الحسن وسيدة الأقمار، فكان العنوان إيمان الجمال بالجمال .الديوان يضم قصائد وطنية وغزلية ووجدانية من وحي الفصول متنوع الأغراض وهو مئتا صفحة من القطع المتوسط طباعة دار عروة في طرطوس، ولي ديوان آخر مطبوع بعنوان سيدة الأقمار، وحفل توقيعه الشهر القادم ولي عدة دواوين قيد الطباعة هي: وقال البحر، تراتيل العطر، محطات مسافرة، بوح البنفسج، وقد قدمت قراءتان للديوان من قبل الشاعرين عمار مرهج ومنى الخضور، الشاعر عمار مرهج مدير ملتقى القرداحة الأدبي قال :

 

 

عندما يؤمن البنفسج للشاعر أحمد بشار الحلاق هذا العنوان الذي يحمل في أعماق حروفه الكثير من الحضور وهذا ما يدفعنا للغوص والبحث عن مدلولات الكلمات وسبر أعماق القصائد لاستخراج ما يمكن استخراجه من الإيماءات والإيحاءات المدعومة بمناهج فلسفية مؤثرة في رؤية القارئ لقصائد الديوان، وهو فلسفة التناص بين استدعاء الأشباح وتكوينات الواقع عبر الصور الانزياحية في أغلب قصائد الديوان وهذا ما يعكس الحالة الغزلية للشاعر واعتماده عليها في رسم الصور في القصائد. الديوان فيه الكثير من روح الحداثة المعاصرة فهو يتوافق مع التشكيل البصري للحداثة عبر وصف كينونة الحرف والصورة واحتوائه إيحاءات ودلالات متنوعة مما يكسبه دلالة سهلة ممتنعة بعيداً عن الجمل المربكة والعسيرة الفهم، بالمجمل الديوان تجربة رائعة وجادة بما يجعله يمتلك لغة دلالية وجمالية مميزة تجعله قادراً على التحليق بأجواء الشعر الحديث ومكنوناته.

 

 


وفي قراءة ثانية مختلفة للديوان قدمتها الشاعرة منى الخضور جاء فيها: قدم الشاعر ومضات من الرؤى بقالب سهل التناول والفهم فاختار لغة الخب والسنابل وبوح الزهور متنقلا على شواطئ الخيال محملا نوارس الوجد مبادئه في قدسية الحب كعلاقة سامية نبيلة لا مكان فيها للغدر أو الخيانة، اختار نمط الشعر القصير المشوق معتمداً ًمبدأ الإعجاز في الإنجاز بعيداً عن التكلف والتصنع والزخرفة البيانية لإظهار الفكرة التي يريدها بعفوية ناضجة، بسط المعاني وطوعها بيراع متفرد العبير يلتف على الصورة فيدمجها بوشاح أحاسيسه لتبدو ناطقة متحركة متجسدة أمام القارئ، يتساقط حنينه رذاذاً على نوافذ عشقه، فصائده موشاة بصور أنيقة ومشاعر صادقة ورموز شفافة. من الديوان اخترنا قصيدتين واحدة غزلية بعنوان (نزاري أنا) نزاري أنا حروفي تشبه الياسمين ملتهبة بيضاء أشواقي عاصفة تحتل كل جهات المدى وعشقي أنواء وصبوتي فنجان قهوة داكنة يرتل بين خطوطه طقوس الحناء وبعثرات نهاري أرصفة دمشقية متعبة تنتظر بشغف رحيل العابرين وحلول المساء وليلي يترنح بالهواء ما بين شقراء غاوية وحالمة سمراء أبحث عن طيفها في كل الأزقة خلف كل نافذة وفي كل وجه عابر وفي تفاصيل كل النساء ومن الديوان أيضاً قصيدة وطنية مهداة إلى الوطن وسيد الوطن الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري بعنوان عطر الشهادة: أيها التاريخ ثبت خطاك على الأمجاد وقف هذي الشآم فإياك عن ركب الشآم أن تنحرف هذي الشآم وفي عرينها أسد يمتطي صهوة المجد جبار عنيد شديد البأس لا يرتجف سيدة قاسيون في ظلال مجدها يستلقي الكريم فوق ترابها شغفا وبأوراق عطفها يلتحف وفي تدمر يمتشق الحق حسام نصره ويرتقي بأمجاد الزمان دهرا ولعرش سيدتها بالمجد يعتكف فاملأ يراعك بعطر الشهادة وضف بوركت دماء بغير الشآم عرين لغير العروبة لا تعترف وبوركت سواعد حماة للديار يستوطن الحق يمينها ويكتنف ثالوث قداستها وطن إخلاص وشرف يذكر أن الشاعر محام وعضو في ملتقى القرداحة الثقافي.

  آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار