الخميس 19 كانون الأول 2019
العـــــدد 9493
كنتُ أفكّر ملياً ماذا لو كانت الدعوة لحضور معارض فنانين تشكيليين ليست مجانية، والدّعوة ليست عامة.
في عزّ الأزمات ونحن الآن نمرّ كشعب سوريّ صامد أزمة اقتصادية خانقة، هل أضحى الشعب السّوريّ قادراً على اقتناء لوحة مهما قلّ ثمنها؟
نحن لا نبخس الفنان حقّه، ولا نقلل من شأن لوحاته، نتساءل عن أسعار اللوحات، ليكون الجواب: تبدأ من 100 ألف وتنتهي بملايين الليرات.
اليوم بات المواطن السّوريّ يصحو صباحاً ليلحق لقمة عيشه الضائعة بين جنبات طريقه الوعر.
وإذا أردنا التحدّث بلغة مالية حول واقع تلك اللوحات تكلف مئات الألوف من حيث الألوان وأنواعها وطبيعة الرّسم، وهل الأرقام الخيالية التي تباع بها
تسيء لقيمة الفنّ وتنقص من شأنه، فتظهره كسلعة. نرى الفن أرقى من أن يباع ويشترى؟
وفي الضفّة المقابلة هناك من يقتني اللوحات بمئات الألوف وكثير من الملايين، وهو لا يعرف شيئاً عنها. بزخ اجتماعي وترف غير مسبوق يتحكم باقتنائها كبار الأثرياء والمتنفذين في المجتمع، وفي مقولة أرسطو (ليست مهمة الفنّ تقديم الشكل الخارجي للأشياء، وإنما تقديم المدلول الداخلي لها). .دعوة للابتعاد عن القيمة المادية لأي عمل فني ّ.
نور محمد حاتم