العدد: 9491
الثلاثاء: 17-12-2019
يبقى الشعر اللحن الذي يلامس الروح كما الوجدان سحراً. يسكن بلا استئذان ما بين لهفة الشعور و توق النفس، غزيراً بكل ما أوتي من صنيع اللغة. يقبض الشاعر هذا المخلوق الفريد على ناصية الحرف و رهافة اللحن في تناغم أخاذ يسمو بنا إلى عوالم ربما لا تشبه الواقع الطافح بالانكسارات، لكنها عوالم تشبه أرواحنا الحالمة بمزيد من الشموس الوارفة حباً و سلاماً في غد مأمول يعافه الصقيع، ينداح فيه الدفء بلا هوادة. هوذا الشاعر يمسك بزمام الحروف لتشرق من بين أصابعه حكايات لا كالحكايات. مواسم عشق لحبيب قريب أو بعيد .. لوطن مشرق أو جريح .. لكون متشح بكثير من الوجع و بضعة من فرح. هي ذي تلك الحروف بين أصابعه تستحيل سفراً من البوح المترف بخلجات الروح على عتبات اليقين المقدسة.. يقين تشتاقه الروح لترتاح بين ظهرانيه بعد سواد طويل و ألم لا يخبو.
هي الشاعرة عفراء علي مخلوف في بداية عقدها الخامس معلمة ،نشأت في بيئة تهتم بالمطالعة، حدثتنا عن تجربتها الشعرية :كان الكتاب عشقي ورفيقي ، للشعر أنواع عدة أنا أكتب الخواطر فأمزج بين الخواطرالنثرية والشعر الحديث لتعبر نصوصي عن حالات شخصية عامة الشعر وبالمطالعة امتلكت أدوات التعبير عن ذاتي وصقلت موهبتي أما عن إنتاجاتها قالت: إنهما كتيبان الأول بعنوان/ أنثى بلا نهود / موضوع النص صرخة أنثى من وجع واقع قيّدها وسلب منها أبسط حقوقها وهو الحب والتعبير عن مشاعرها ومن أغلال أخرى متوارثة من عهد الأجداد لا تناسب واقعنا العصري . أنثى بلا نهود
عاشقة بلا حدود
حبيبة بقيود
حررني
لأتعرى من أثقالي
والوعود
لملم وريقات خريفي
واحرقها بكفيك
لتشع عيوني
وتزهر الخدود
تذوقني بشفاهك
كثمر عنقود
اعتصرني لترتشف خمري
فتسكر في يوم موعود
لتوقظ بشتائمك
كل الجدود
و ما حرموا من سعادة
قتلوا واحتنا
حتى بات الخيال ساحتنا
كفنونا بتهديد و وعود
جعلوني امرأة
تثمل بنبيذ حرف
تعزف قصائد عشق
بتنهيدة وله
ثائرة دوماً بلا برود
ترفع حرارة الأشواق
لا تنتظر ردود
أنثى بلا نهود
تتجاهل الحب
ترتوي بعبق الورود
حررني …
لأعود عشتار
بلا قيد أو عهود …
. الثاني عنوانه /نور وقمر / يتطرق لحالات حب وفراق ، كلاهما عبارة عن نصوص قصيرة تتنوع وفق حالات نفسية مختلفة .وعن سؤالنا لها كيف تقيمين الحالة الثقافية العامة جاء جوابها :أتمنى أن نستطيع الوقوف بوجه الغزو الثقافي لمجتمعنا وإعادة البوصلة لرقي الفكر والأدب مع محاكاة الجيل والقدرة على استقطابهم ، كما السلام والأمان نتعرض قبل سنوات الحرب بقليل لغزو ثقافي عام أدواته جذابة من مواقع تواصل إلى ألعاب الكترونية أبعدت أبناءنا عن الكتاب والواجبات وغيرت نمط الشعر والرواية كما باقي المجالات تحت مسمى حداثة محاولة بذلك إسقاط القيم وتفريغ فكر الأجيال التي يجب تحصينها أمام هذا المد والهجمات المتنوعة أرجو أن نستطيع درء الخطر بمراعاة متطلبات الشباب ليتصدوا لهذا الغزو .. علنا نعيش مرحلة ازدهار الأدب ولو بصيغة جديدة .
نور محمد حاتم