العدد: 9491
الثلاثاء: 17-12-2019
مع اقتراب نهاية عام وبداية عام جديد، تشعر أنك الصديق الأقرب لنفسك، لذكرياتك، لنبرة صوتك، لأوراقك ،لدرج منسي في غرفة نومك، وربما لملابسك القديمة!! تشعر أنك كبطل «سيرفانتس» وأنت تحارب طواحين الهواء دون جدوى . . تجثو على خاصرة الوجع اليومي . . تمارس هواية إنقاذ الذاكرة والتي وصفها أحد القائلين إنها أصعب من إنقاذ المدن!! الحكاية ذاتها . . كل عام يمر يكسر غصنا . . لكنك تحاول أن تستعير من الصباحات لغة الفرح . . وتهمس لنبضك الحائر أن ينعتق ويفتح نوافذه للآتي، وما بين حزن وفرح . . تحكم قفل القلب على صخب احتفالات لا تعرف سوى ضجيجها المعتاد!! في نهاية كل عام ..يتخمك الغياب بطقوس احتمالاته وتساؤلاته . . يقف عند مفترق «الشيب» . . وينثر ثلوجه فوق جبين الوقت . . هناك حيث لا مواقد تدفىء صقيعك العنيد، ولا حطب تعد عليه قهوة صبرك، ولا معطف يدثر قلبك المثقل بوحدته حتى الثمالة!! في نهاية كل عام . . ندرك أننا لم نغادر طفولتنا يوماً وأن كل النهايات الحزينة فيها شيء منا . . وأن وجوه الغرباء تشبهنا حد الالتصاق حين تصير السماوات رمادية . . وتغدو الأعوام مجرد رقم رتيب لا علاقة له بأعمارنا . . وأحلامنا . . ومخيلاتنا التي تعبت أقدامها من الركض كل ليلة وراء سماء من قصب السكر !!!
منى كامل الأطرش