العـــــدد 9490
الإثنين 16 كانون الأول 2019
أيام قليلة ويعود دورينا الممتاز من توقفه القسري لتعود الأحاديث عنه ومعها التكهنات بمن سيظفر بلقبه لهذا الموسم، وتبدو تلك التكهنات كمن يضرب في المندل أو يقرأ في حظوظ الأبراج التي سيتحفوننا بها بعد أيام أو يشتري بطاقة يانصيب رأس السنة بضعف ثمنها (كالعادة)، فنادي البحارة(تشرين) الذي كان يحتكر صدارة الدوري من بابه لمحرابه ثم يتنازل عنها في النهاية للغير له كلام آخر في هذا الدورين والحوت الأزرق (حطين) الذي ألغى من قاموسه مقولة (خير الأمور أوسطها) أصبح لا يقبل بغير البطولة سبيلاً لإرضاء جماهيره وتسديداً للأموال التي صرفها على استقطاب نجومه، عسى أن يكون ما تم صرفه قد جاء في محله وغاياته ومحققاً أهدافه، أما الزعيم (الجيشاوي) حاصودة الألقاب بلا منازع فقد بدأ يخرج من القمقم ويتجاوز البداية الباهتة ليواصل الزحف نحو الصدارة، ونادي الوحدة لن يقبل بأقل من عصير البرتقال ليشربه نخب البطولة، ونادي الاتحاد يستعيد ذكريات (الأهلي)جامع الألقاب وناقلها من الجنوب إلى الشمال، أما نادي الوثبة فقد بدأ يثب هو الآخر نحو القمة واثق الخطوة، فلا يليق بمن حمل كأس الجمهورية هذا العام أن يكون على هامش السباق، إذاً ففي هذا الحشد الكروي (السداسي) والجماهيري والإعلامي الذي لا سابق له يكثر السؤال: لمن ستكون بطولة هذا الدوري؟ هل لمن أنفق أموالاً أكثر، أم لمن تعاقد مع لاعبين على مستوى عال، أم لمن كان جهازه الفني أكثر خبرة في البطولات، أم لمن كانت جماهيره العريضة لا ترضى بغير البطولة؟
الأمور بالطبع لا تسير بتلك البساطة، فبطولة الدوري (كما علمتنا السنون) هي لمن يملك النفس الطويل ويلعب في بداية الموسم كما في نهاياته، ويلعب حتى نهاية المباراة كما في بدايتها، إنه الفريق الذي يقاتل من أجل النقطة مستخدماً تحصيناته الدفاعية وهجماته الصاروخية معتمداً على عقله أكثر من أقدامه، ويدافع وهو يهاجم وبالعكس مستخدماً قوته البدنية وأساليبه التكتيكية، وللفريق صاحب اللعب الجماعي البعيد عن الفردية، والذي يحمل لواء (أنا صانع الهدف) أكثر من (أنا سجلت الهدف) وللفريق الأكثر استقراراً من النواحي الإدارية والفنية والمالية، والذي يعتبر أن خسارة مباراة ليست نكسة بل هي خطوة واحدة متعثرة على الدرب الطويل، ولا شك أن الحفاظ على صدارة الدوري من بدايته حتى نهايته أصعب من البطولة نفسها لأنه عمل شاق لا يحتاج إلى لاعبين فقط بل مقاتلين من الطراز الرفيع لا يعرفون قاموس اليأس والاحباط والملل أمام الهدف الأسمى الذي يدخل الفرحة للأنصار، وما نتمناه أن يستمر قطبا مدينتنا تشرين وحطين في تبادل أدوار الصدارة والوصافة وأن يحرز أحدهما لقب هذا الدوري الاستثنائي كي تكتمل الصورة وتصبح أكثر ضياءً وبهاءً وإشراقاً.
المهندس ســامـر زيـــن