أمراض الأطفال الموسمية لا تحتـــــــاج تدخـــــلاً طبـــــياً مباشراً

العـــــدد 9490

الإثنين 16 كانون الأول 2019

خلال هذا الفصل من كل عام يصاب الأطفال بسلسلة من الأمراض المختلفة وتبدو وكأنها لا تفارقهم أبداً إذ بعد الشفاء من مرض معين سرعان ما تظهر أعراض مرض آخر ربما يكون أشد خطورة من سابقة وبما أن غالبية تلك الأمراض يكون منشؤها فيروسياً تقف الأم حائرة أمام قلة العلاجات الناجعة.
ومع ذلك فإن توفير قدر من الرعاية للصغير مثل رصد درجة حرارته باستمرار ومقاومة الأعراض الجانبية للمرض من شأنه أن يسهم كثيراً في تحسين حالته من دون أي مضادات أو تدخل طبي مباشر وأكثر الأمراض شيوعاً أمراض البرد وهي من أشد المشكلات الصحية التي تصيب الأطفال وتتطور أعراضها إلى مستويات خطيرة في فصل الشتاء ولسوء الحظ لا يمكن للأم أن تحصل من الطبيب على علاج نافع لمرض صغيرها كما لا يمكنها أن توفر الوقاية له من خلال لقاح معين لعدم توافره أساساً
لكن سرعة تعافي الطفل من هذا المرض خلال أيام معدودة تشعر الأم بالاطمئنان ما لم تظهر أي تعقيدات صحية.
وتنتشر هذه الأمراض بسهولة بالغة عن طريق الرذاذ ينبعث من المجاري التنفسية للمريض عند العطس أو السعال وهذا يجعل من الصعوبة بمكان تجنب الإصابة بالكامل إذا أصيب أحد أفراد الأسرة أو أحد الطلاب في الفصل الدراسي.
وبسبب وجود عشرات أنواع الفيروسات المسببة لأمراض البرد يكون من المتعذر على مراكز الأبحاث تطوير لقاحات لكل فيروس منها خاصة إذا وضعنا في الحسبان تغيير تلك الأنواع من فصل إلى آخر وهكذا تتمثل الطريقة الوحيدة في اكتساب حصانة ضد الفيروس نفسه في الإصابة به خلال أحد المواسم وهذا ما يفسر سبب تكرار إصابة الأطفال بسلسلة من الأمراض الفيروسية في فصل معين ولكن من خلال مراحل معينة من حياتهم يصبحون أشد مقاومة لتلك الفيروسات من الفترات العمرية السابقة.
وتتلخص أعراض الإصابة في ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الإفرازات المخاطية من الأنف والسعال وصعوبة التنفس مع خروج أصوات على هيئة أزيز عند الشهيق أو الزفير مما يدل على ضيق الشعب الهوائية أو امتلائها بالإفرازات اللزجة.
ومع أن البالغين والأطفال الكبار يمكنهم تحمل هذا المرض بدرجات متفاوتة إلا أن إصابة الطفل بأحد هذه الفيروسات من شأنها أن تفرض جواً من القلق داخل الأسرة نتيجة البكاء الدائم كطريقة وحيدة للتعبير عن الآلام التي يشعر بها الصغير.
وهنا تقف الأم عاجزة عن تقديم أي عون له ولا يمكنها سوى الحرص على عدم ارتفاع درجة حرارته بشتى السبل وتجنب استخدام الملابس الثقيلة أو وضعه في غرفة دافئة جداً إلى جانب إعطائه بعد العقاقير المسكنة للألم وإذا لم يجد هذا التدخل نفعاً يمكن إعطاء الطفل قدراً من الماء الفاتر والابتعاد تماماً عن الماء البارد لتفادي مشكلة انخفاض السوائل في جسده الغض وما قد يترتب على ذلك من مشكلات لا تحمد عقباها مثل الإصابة بالجفاف.
وقد تشعر الأم بمزيد من القلق نتيجة ضعف شهية الطفل ولكن خفض كمية الوجبات المعتادة لا تترك تأثيراً سلبياً هائلاً في صحة الطفل لأيام قلائل وربما تزداد حالته سوءاً إذا اتبعت الأم أساليب قسرية لإجباره على تناول الوجبة المعتادة.
ويكون من المهم خلال فترة المرض زيادة منسوب السوائل في الجسم بالاعتماد على جرعات متباعدة لتفادي احتمال إصابته بالقيء، وعند اتباع هذه الإجراءات من دون ملاحظة أي تحسن على صحة الطفل بعد مرور أكثر من يومين تكون زيارة الطبيب ضرورية، أما المضاعفات التي يخشى منها فهي التعب وقلة النوم وعدم الاستجابة والتنفس السريع وظهور مشكلات في الجهاز أو التهاب في الأذن.
كلمة أخيرة
إن غالبية أمراض الأطفال المعتادة التي تثير القلق في نفوس الآباء ولكن سرعان ما يدركون بعد أيام قليلة من المرض أن التعامل بريبة وحذر مفرط مع هذه الأمراض ليس ضرورياً، وتجدر الإشارة هنا إلى أن غالبية الأمراض الخطيرة التي تسحق الانتباه تتوافر لها لقاحات ناجعة ويمكن ضمانها للطفل بالحرص على دورة التطعيم التي تحددها الجهات الصحية في مواعيد معينة من عمر الطفل.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار