العـــــدد 9489
الأحـــــد 15 كانون الأول 2019
أسمتني (حنين) فكسرتني حنيناً! ما كنت أحسب كل هذا الفيض يتدثر في ثنايا حرف صغير أو لعلها صيغت من نورها فوق جبيني حين تمتمت باسمي فرشفت من فيها البسملات وتراتيل الصلاة، هي أمي!
أوقدت قناديلي مع لفظ شفتيها ودق ناقوس الزمان وابتدأ العمر، ما كانت تعلم شيئاً عن هذا العالم حين حكمت على قلبي أن يقطر شعوراً في عالم يحتقن قسوة ويعبق بأصوات الصمت.
وهذا القلب يشق طريقه وسط هذي الغوغاء يواجه بكل ما أوتي من إحساس برد هذا العالم الذي يغص ضجيجاً وصخباً، تنزف الروح صدقاً وبراءة، فتستهلك حتى آخر قطرة والحب يغتاله الجفاء ثم الخيبة تثقب شغاف الروح والغدر يعمي عين الوفاء.
أتوه في هذا العالم يرسمني اسمي حنيناً وترسم لي الأيام خذلاناً تلو الخذلان وأعود لذاكرتي، ذاكرة الأيام الحنونة، إلى أحضان الحكايا الزمردية أهرب، فأتلفح صور الزمان الليلكي الذي مضى وأحنّ، أحنّ ثم يزداد الألم.
حنين فؤاد حسين