العـــــدد 9489
الأحـــــد 15 كانون الأول 2019
الأماكن خاوية، إلا من سكون، يسود في حزن
غارقة في سكوت مهيب
الصمت، يملأ كل ركن
الوقت، يتمدد ويتسع
والانتظار، في ضياع رهيب
عدت إلى تلك الأماكن،
التي جمعتنا ذات يوم
التي تشاركنا فيها، الأحلام والأمنيات
عدت إلى حيث الحكايات، التي ما زال صداها
يرشح حزناً، وخمراً، وماء
عدت إلى تلك الأماكن،
أبحث عنك، حيث التقينا
وحيث العصافير، كانت ترسم حدود الفرح
فلم أجد، سوى ذكريات قد ذابت في تفاصيل المكان.
* * *
عدت إلى تلك الأماكن،
الفارغة كقلبي
أنصت من أعماقي،
بكل شجن
لا همس حساسين، لا تغريد بلابل
لا وشوشات فراشات، ولا غناء عنادل
عدت إلى تلك الأماكن،
التي يسكنها الانتظار
التي تتنهد، في سعادة مؤجلة
السواد يلف بجناحيه خصرها
الأماكن، هي نفسها
التي كانت تنسينا،
دهراً من الألم
هي ذاتها، التي كانت الشمس
تبتسم في حضرتها
ولها، كان يضحك القمر
* * *
عدت إلى تلك الأماكن،
فأنكرتني،
عاملتني كضيف غريب
كشرت لي عن أنيابها
عدت، أرمي شباك التمني
فعاتبتني
كأن الفرح، لم يعد يليق بقلبي
وكأنني لم أكن من روادها
عدت إلى تلك الأماكن،
التي كانت تستقبلني في لهفة
إن حضرت
وإن رحلت، يهمس لي بالودّ
شلالها
عدت إلى تلك الأماكن،
التي كنت أسعد بها
والآن، أبكي على أطلالها
* * *
عدت إلى تلك الأماكن،
أمارس طقوس الانتطار
على قارعة النسيان
حاملاً فائض الحزن، مع يباس الروح
إلى الأرض البكر
التي خبأت أسرارها، تحت أديمها
* * *
عدت إلى تلك الأماكن،
بعد أن أخذني الغياب دهراً
عدت إلى الزوايا، التي تولد فيها
قصص العشاق
وتموت الأساطير،
في روابيها
عدت إلى تلك الأماكن،
حيث معاني الغزل، أتت من معانيها
حيث أسامي الهوى، اشتُقت من أساميها
حيث دنان الخمر، ثملت من خوابيها
عدت إلى تلك الأماكن،
مستبشراً فرحاً
رافعاً سقف التوقعات
لكنّ السقوط، كان مؤلماً
ومهولاً، من أعاليها
* * *
عدنان رجب ريشة