«أحبــــك يا وعــــل الجبـــــال» في نــــدوة تحليليـــــة نقديـــــة

العـــــدد 9489

الأحـــــد 15 كانون الأول 2019

 

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ندوة أدبية عن المجموعة القصصية للأديبة هدى وسوف (أحبك يا وعل الجبال) وذلك في صالة الجولان . شارك في الندوة كل من د. صلاح الدين يونس (رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب) والأديبة: كنينة دياب في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من رؤى تحليلية ودراسة نقدية والبداية كانت مع …

الأديبة: كنينة دياب
حين تقرأ للأديبة هدى وسوف تشعر أن هذه الإنسانة تعشق نسمات الجبل وتذوب بين موجات البحر، وأنها لا تكتب بالحبر الجاف بل تكتب مداده من دم يخرج من شغاف قلبها مباشرة. تكتب بعشق للكتابة وبحب كبير لأبطال قصصها ورواياتها. ها التفاني من بطلة قصة أحبك يا وعل الجبال والذوبان في التضحية تجاه من تحب تظن أنه مبالغة، وحين تغلق عينيك، وتعود لنفسك تصدق تماماً أن ما كتب هو حقيقة بكل الحب وروعة المشاعر. ودائماً تترك الكاتبة فسحة للأمل مهما ضاقت مثل قصة قبل أن تشرق الشمس. وفي قصة نبالة أم خيبة الأم بابنها المتطرف، وهي قصة من قصص حدثت في حربنا الراهنة. الأسلوب في رواية الأحداث والصور المتلاحقة موفق جداً كما في قصة فقط حكاية واحدة. وفي قصة حكاية وجع حالة إنسانية ووصف لمواقف وحزن أهل الشهيد كل على حده وهناك رمزية مثل قصة حكاية وجع حالة إنسانية ووصف لمواقف وحزن أهل الشهيد كل على حده، وهناك رمزية مثل قصة ثمة ذئاب في الأسفل وقصة حيرة تصور لنا طريقة من طرق النصب والإحتيال والسرقة التي درجت في أيام الحرب الحالية، وفي قصة وجبة غداء تصور بسرد وحوار بسيط لكنه يحمل الكثير من عمق المأساة التي تعيشها العائلات في حربنا الحالية. وفي قصة ويستمر التصفيق تتحدث بقهر وبسخرية عما يجري في مؤسساتنا وفي كل مجالات الحياة من أننا نتوسم خيراً في مسؤول جديد فنراه مثل غيره. الكاتبة هدى وسوف تكتب بشغف وتتقمص شخصيات قصصها فتتعبها إن كانت حزينة، ويشع الفرح من عينيها إن كانت تكتب رواية أو قصة حب هي تكتب بروحانية وعشق للروح داخلنا، وليس وصفاً لظاهرها. وهذا ما يجعلنا في انتظار ما ستكتبه لنا.

الأديب د. صلاح الدين يونس
عندما قرأت مجموعة الأديبة هدى وسوف وجدت تقدماً ملحوظاً على تفاصيل الغياب. الامتداح والإستقباح ليسا من سمات النقد، بل التحليل البلاغي والأسلوبي والمعرفي هو نقد. الناقد يكشف عن هواجس المؤلف وكل كاتب عندما يكتب نصاً إبداعياً يحدد هدفاً ويوظف لغته بهذا الاتجاه. ولكن عندما يقرأه الناقد يكتشف ما بين النية التي بنى عليها المؤلف وبين ما أفضى عليه. في المجموعة النص الموظف كان لخدمة المسألة الوطنية السورية نص مهم جداً. مجموعة نصوص أرادت المؤلفة أن تبحث في الذات الإجتماعية لكل فرد وأن تبحث في الذات العامة. وإن فاتحها في كثير من المواقع أن تقرأ المجتمع قبل الأزمة. مثل معظم من كتب شعراً ونثراً منذ عشرة أعوام حتى الآن فاته تحليل الواقع الإقتصادي والاجتماعي والثقافي. وهناك ثلاثة أشياء لابد منها: هواجس الكاتب والرؤى السياسية واللغة، ويظهر ذلك من خلال الأيديولوجية التي يتكلم بها. الإمتاع شرط أساسي من شروط القصة القصيرة. وحققت المجموعة الإمتاع الحميمي بلغة أدبية شفافة حميمية تشد القارئ وتمتعه. تنمي المجموعة إلى السرديات الإنسانية (الأنسنة) حتى البطل السلبي له ما يسوغ وجوده واقعياً وقد أعجبتني شخصية أم علي. فيما يتعلق بالزمكنة
(الزمان والمكان) هناك توحداً واحداً بينهما من الحرب حتى الآن على جغرافية الأرض السورية. رصدت الكاتبة التنوع في المجتمع السوري: تنوع ثقافي وسياسي وقيمي فليس المجتمع مثالياً. عنوان المجموعة جاء من القصة الأولى، وجاء مما يليه من القصص السياسية والوجدانية والاجتماعية. الأحبة كلها موجودة في القصة الأولى فالخيال وحده غير كاف لبناء عمل أدبي لابد من معرفة وواقع ومجتمع وقضية (المملكة التركيبية).

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار