العنف والمحبة

العـــــدد 9489

الأحـــــد 15 كانون الأول 2019

 

عندما تصبح المرأة شريكاً حقيقياً مع الرجل ينتفي العنف، وعندما نترك قوانين أكل الدهر عليها وشرب فلا تعود الضلع القاصر، والعورة، عندما نعيد تشكيل واقعنا بما يتناسب وعصرنا، ونرمي سنوات الجهل، والتخلف خلفنا، فتصبح المرأة شريكة الرجل في المسكن فعلاً وقولاً وحقيقة، وتملك حريتها الاقتصادية, فلا تتبع لأب أو لزوج، عندها ينتفي العنف.
كثيرات يخضعن لمشيئة الرجل لعبوديتهن الاقتصادية أولاً والاجتماعية، وما تزال المطلقة نكرة بل أكثر من ذلك في نظر المجتمع، وما يزال تعدد الزوجات نعمة للرجل يتباهى بها، ويمارسها بكل ثقة دون أي إحساس بالأذى الذي يسببه لأولاده أولاً إن وجدوا، ولزوجته التي غالبًا ما تبلع الموس على الحدين فتصمت، حيث لا سند لها ولا معين ..
العبودية الاقتصادية، والاجتماعية، وظلم الأهل الذين ارتاحوا من همَ لا يريدون أن يعود إليهم مضاعفاً..
بيننا وبين حرية المرأة، وتحررها من العنف الكثير من سنوات، وعمل جاد يحقق ما نأمل، أوله منع تعدد الزوجات وجمعهن تحت سقف واحد وتحت اسم رجل قد يكون فاشلاً وغالباً ما يكون كذلك.
أن نعيد وضع قوانين تحمي المرأة، والرجل على السواء، فالقانون وحده هو من يحمي المرأة في ظل تدهور المجتمع بسبب الحرب ومخلفاتها، وقبل ذلك بكثير وقد شاهدنا أسوأ صور لاستغلال المرأة كأداة وحاجة بعيداً عن كونها الأم، والأخت، والزوجة القادرة على استمرار الحياة، خاصة وأنها تعمل وتنتج بل هي أكثر إنتاجاً حين تربي أولادها وتعمل كموظفة أو بائعة في محل أو مستخدمة تقوم بتنظيف البيوت لتحصل على لقمة عيشها.
في ذكرى نبذ العنف ضد المرأة، لا يمكن إلا أن نطلب من المرأة النضال، ومجابهة العنف، والصراخ في وجه الظلم ريثما يعود الحق لأصحابه في مجتمع تسوده العدالة لا القوة، والمحبة فقط.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار