العـــــدد 9489
الأحـــــد 15 كانون الأول 2019
تحت هذا العنوان وفي الذكرى الثمانين لسلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية ألقى الباحث في التاريخ والتراث بسام جبلاوي محاضرة في الجمعية العلمية التاريخية بجبلة.
وحول محاور المحاضرة قال جبلاوي: لواء اسكندرون هو المحافظة الخامسة عشرة من محافظات القطر العربي السوري وفي هذه المحاضرة سنقدم الأدلة والبراهين الدامغة على اعتراف الأتراك منذ سلخ اللواء وللآن على أنهم لن يستطيعوا ضم اللواء ولا تتريكه وتسليط الضوء على كيفية تآمر الفرنسيين مع الأتراك على سلخ اللواء وكيف أن فرنسا قدمته لتركيا مقابل أن تقف هذه الأخيرة إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الثانية وكم ابتزت تركيا فرنسا من أجله. وقد أطلق الكثير من المؤرخ والمفكر البريطاني ستيفن لوندرج تسمية الألزاس واللورين السورية على اللواء .فهناك جملة من الأباطيل سنحاول دحضها وجملة من الحقائق سنركز عليها من أهمها اعتراف أبو الأتراك أتاتورك أن لواء اسكندرون هو عربي سوري واعتراف الكثير من المفكرين والمؤرخين والسياسيين الأتراك بأنه تابع لسورية. كما ونلقي الضوء على نشأة اللواء وتاريخه القديم إذ إن تاريخه يعود إلى معركة إيسوس التي دارت بين الفرس والإغريق وانتصر فيها الإسكندر المقدوني فقام ببناء المدينة وأطلق عليها اسم اسكندرونة كما مدينة الإسكندرية بمصر نسبة له وتمييزا عن إسكندرية مصر سمي اسكندرون .كما وتروي كتب التاريخ عن أن أمير الدولة الحمدانية بحلب سيف الدولة طلب أن يدفن فيه.
وتدل الكثير من أسماء العائلات السورية و تنسب إلى المدن التي ضمتها تركيا من سورية مثل أورفلي نسبة لأورفة والآمدي لآمد وكلاوي لكيليكيا وكلسلي لكلس وعنتبلي لعنتاب وضناوي لأضنة ومرعشلي لمرعش الرهاوي للرها – والرها معروف أنها عاصمة الأدب السرياني ومركز الإشعاع المسيحي-. وبحسب ويغان وهو خلف غورو في سوريا قال:إن بقاء تركيا على حدود العرب يعيق من تقدمهم ويعرقل تطورهم ويخفف من حماسهم. ويقول باحث فرنسي تعليقا على معاهدة ضم اللواء إلى تركيا: هذه المعاهدة عبارة عن قبر دفنا فيه حلم الإمبراطورية العربية.
كما نرى أن اللواء ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لتركيا إذ يرونه مسألة شرف لصون أمن تركيا وليس فقط مسألة أرض فهو خاصرة رخوة وضعيفة تهدد الأناضول لذلك كانوا ينظرون إليه من زاوية الأمن الوقائي (ونحن لا نريد إلحاق اللواء بتركيا وأي وقت نستطيع الانسحاب من معاهدة هاتاي 1936) وهذا كلام مصطفى اتاتورك في عام 1920 جاء غورو إلى منزل المناضل الكبير الشيخ صالح العلي عارضا عليه تعيينه حاكماً على الساحل السوري من مرسين حتى طرابلس مقابل مرافقة الجنود السوريين لغورو إلى مناطق الداخل السوري فرد الشيخ صالح على الفور: سورية كلها بأرضها قطعة واحدة بجميع أراضيها، كذلك ليس فقط الوثائق أو أقوال المؤرخين ما يثبت سورية اللواء إنما هناك ثوابت وبراهين جغرافية طبيعية كممر بيلان الذي يفصل بين بلاد الشام وبلاد الروم وبالتالي يبقى اللواء ضمن الحدود السورية، في عام 1966 صادرت السلطات التركية عشرات الخرائط التي عرضتها الجمهورية العربية السورية بأحد معارض الأمم المتحدة لتضمينها اللواء ضمن الحدود السورية وتشير الوثائق إلى أنه كانت هناك خطة أثناء الحرب العالمية الثانية لضم حلب والجزيرة السورية إلى تركيا وهذا الحلم لا يزال يدغدغ رؤوس القادة الطغاة الأتراك، في عام 1984 قال رئيس الأركان التركية إن سورية لم ولن تعترف بضم اللواء إلى تركيا ولا بالاتفاقية التي وقعت بين تركيا وفرنسا عام 1936 وماتزال خشية تركيا من تحريك قضية اللواء قائمة حتى الساعة لعدم تسجيل اللواء في وثائق الأمم المتحدة صمن الأراضي التركية، كما تعرض المحاضر إلى الربط بين الأطماع التركية بسورية قديما وحديثا حيث صرح يشارياكيش وهو أول وزير خارجية لحكومة حزب العدالة والتنمية وقضى أربع سنوات في سورية كسفير لتركيا في عام 2016 حول نية ضم حلب من أن بلاده قد تخسر اللواء في حال دخول الجيش التركي إلى سورية، ومع ذلك لم تتوقف الأطماع التركية حتى هذه الأيام التي كانت ومازالت تسعى لضم المزيد من الأراضي السورية والحصول على كامل النفط السوري في الجزيرة السورية، كل ذلك يعيد إلى الذاكرة ومهما رافقها من تزوير وتضليل وتآمر على عروبة هذا الجزء الهام والغالي على قلب كل سوري شريف أن الهوية العربية السورية على امتداد اسكندرونة وكيليكيا متأصلة وبارزة وأن صفقات الجغرافيا لا تلغي حقائق التاريخ. يذكر أن المحاضر ألف العديد من الكتب منها: المدخل إلى الثقافة العمالية، وأسس التدريب المهني والنقابي، وتاريخ الكوفة أول عاصمة عربية إسلامية، وثقافة العمل، وعمل الأطفال في سورية من سبعة أجزاء، إضافة لتقديم عشرات المحاضرات والمشاركات في المهرجانات والملتقيات الثقافية.
آمنة يوسف