العدد: 9486
الثلاثاء: 10-12-2019
ما بين القديم وهو يلح علينا لرؤيته متسرباً من روزنامة الذكريات، مطلاً من شرفة الماضي فرحاً، أو وجعاً، والحاضر وقد سلبت فيه إرادتنا، وبتنا في يديه كريشة في مهب الأمنيات المستحيلة إلا على الورق ودفاتر الأحلام المؤجلة، والقادم كأنه المتاهة وقد اكتمل موتنا الذهني لحظة التفكير والوجودي في وقته المبكر على الأقل، تتوزع أرواحنا، وتتراءى مفعمة بالصور المدهشة، في عملية تحد للمنظور والواقع، فننطلق إلى ذواتنا لكيلا تجهض القصيدة.
نتساءل كما الروح العاشقة: هل يطلب المحب هجر حبه، وكيف لمستمع الغناء الطروب أن يقول للمغني، وقد انتشى بصوته، وتذوق لذة عذوبة حنجرته: توقف!
مؤكد: لا! وكيف للقصيدة ألا تولد من الحب؟ وبالتالي ألا يكون الحب السبب الأبرز في إنجازه، فالحب كقيمة عليا مطلقة أم للقصيدة وأب، وحينما يتماهيان تولد من رحم المحبة القصيدة.
فمن كل حب تولد قصيدة، ومن كل قصيدة جديدة يولد مثلها حب جديد،وحين تخبئ امرأة القصيدة الغيوم في جيبها، يخبئ الشاعر سكاكر الحب في قصيدته.
يهمس الشاعر في أنثى قصيدته:
في جرار الشفاه، عتقي العسل، كم عنه أراودك؟ قاطفه أنا، ومن حقلك أجمعه، أنا ذواقه، فخبئيه لي.
خالد حاج عثمان