العدد: 9486
الثلاثاء: 10-12-2019
يتواجد في مختلف النشاطات الثقافية التي تقام في مدينة طرطوس، يحضر المعارض الفنية والملتقيات الأدبية, ومعارض الأشغال اليدوية والتراثية..
مشجع لكل فنان وصديق وداعم، فحيث تذهب ترى الفنان الحاج حسن ديب،
في المركز الثقافي, وفي صالات المعارض الفنية، لكن لم نرَ, وعلى مدى سنوات أية لوحة, أو أي عمل فني لفنان درس الفنون الجميلة, والديكور, والمسرح, والتلفزيون في إيطاليا, وعاش فيها مدة 21 سنة متتالية ليعود إلى حمين مسقط رأسه, ومعاشه الأول، وقد خرج منها شاباً طموحاً, وعاد إليها, وما يزال كما يعهده أهل قريته الساحرة.
كان افتتاحه لصالة معارض في قريته هو السبب للحديث عن الفنان الحاج حسن ديب ابن قرية حمين، ففي زيارة للصالة التقينا الفنان الحاج, وشاهدنا لأول مرة أعماله الفنية المميزة, والكثيرة التي ملأت جدران صالته، وفي حوار معه أكد أنه من مواليد 1941 وقد غاب عن سورية لسنوات طوال عاد بعدها إلى قريته ليعمل بصمت حتى أنه لم يشارك بأي معرض فني في سورية بينما عاد من إيطاليا وقد حصل على خمس ميداليات ذهبية عن مشاركاته بخمسة معارض عالمية في فلورنس – مطلع السبعينيات.
يقول الفنان الحاج: إنه يملك أكثر من مائة لوحة رسمها خلال سنوات عمره هو لم يعدها, ولم يعرضها إلا لمن يزوره في بيته بحمين، ولم يبع, ولا يريد أن يبيع نتاجه الفني..
يتحدث الفنان عن أعماله, واهتماماته الأخرى بمحبة, وهو راض رغم أنه لم يدع يوماً للمشاركة كفنان تشكيلي بمعرض في نقابة الفنون الجميلة, ويؤكد دعوة المركز الثقافي له لكنه لم يرغب بإقامة معرض أو المشاركة.
اليوم، قام الفنان بافتتاح صالة معارض في حمين حيث الطبيعة الساحرة, ووجود فنانين قد يجذبهم المكان لعرض نتاجاتهم الفنية هناك، خاصة وأن الصالة الجديدة هي الوحيدة في المنطقة.
خلال حوارنا معه، أكد أنه لا يحب الظهور ولا تعنيه المادة، يعيش لوحده, وهو العازب ولنفسه, ولمن يحب متابعة أعماله.
من يزر بيت الفنان يجد فيه لوحات من الطبيعة أيضاً، مشكّلة من أحجار جمعها ليحولها إلى لوحات في فناء داره، وقد تجد الجمال في نبتة, أو زهرة, أو حجر نحتته الرياح والزمن، ويتحول المكان الذي تجلس فيه إلى لوحة فنية.
من أعماله أيضاً، تقديم دراسات للهندسة المعمارية لعدة منشآت أهمها جامع آل عمران في حمين.
يرى الفنان الحاج, وبعد متابعته للنشاطات الثقافية اليوم فلتاناً في الساحة الفنية, والأدبية فليس كل من رسم لوحة هو فنان, وليس كل من كتب هو شاعر أو أديب كما قال، ويتمنى على الجهات الثقافية المختصة وضع معايير لضبط هذا الفلتان الأدبي والفني اليوم.
سعاد سليمان