الشاعرة والقاصـّة رويدا سليمان: كتـــــــاباتي مزيـــــج بين الشـّـــــعر والقصـّـــــة

العدد: 9484

الأحد: 8-12-2019

 

الشعر فن الكلام، والشعور الذي يفيض من القلب ويخرج ليلامس أحاسيس الناس وهمومهم، شاعرة تخطّ بكتاباتها ألواناً وعبارات مفعمة بالحياة وتجلياتها، فالشاعرة رويدا سليمان تكتب بلغة بسيطة قريبة للقارئ وتعتمد سلاسة الأسلوب لسهولة الوصول للمتلقي، وتتخذ من الشعر وسيلة للقاء والتواصل مع الآخرين.
جريدة الوحدة التقت الشاعرة وأجرت معها الحوار الآتي:
* بداية متى اكتشفت موهبتك في نظم الشعر وكتابة القصة؟
** بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة وكانت على شكل خواطر وهي مزيج بين القصة والشعر، للمفارقة القصة سبقت الشعر ولكن مع مرور الوقت كان للشعر حضوره الأكبر كما أن المطالعة والقراءة ساعداني في تمكين مخزوني الثقافي والفكري الذي أثر بشكل إيجابي على كتاباتي الأدبية لاحقاً.
* الموضوعات التي تتناولينها كشاعرة سواء بالشعر أو بالقصة هل لها علاقة بالواقع وشخصيات قصصك هل هي حقيقية؟
** الأديب ابن بيئته ومجتمعه ويرتبط ارتباطاً عضوياً به، فمن غير المعقول واللائق إنسانياً أن تكون مواضيع أدبه لا تمت لواقعه ومجتمعه بصلة بل هي رسالة الأدب والأديب سواء كان شاعراً، قاصاً أو روائياً، فالأديب عادة يتميز عن غيره بعينه الثاقبة التي تلج إليه بواطن الأمور فتستشف الجمال والقبح والخطر لذلك أرى من الطبيعي أن تحتل القضايا التي تشغل المجتمع الذي أنتمي إليه مواضيع قصائدي وأن تكون شخصيات قصصي من رحمه.
* لمن تتوجهين من الجمهور وهل هناك فئات معينة تقصدينها وتتوجهين إليها أم عامة؟
** بداية كنت أكتب لذاتي لأرمي قسطاً من الهموم ولأعبر عن مكنونات ذاتي المتدفقة، ولكن لاحقاً وجدتني أتوجه نحو الآخر الذي هو القارئ الذي وجد في ذاتي انعكاساً لذاته، وهكذا فالكلمة عندما تخرج تصبح ملكاً للجمهور بكل أطيافه وشرائحه، واندماج العام بالخاص يدفعنا دون وعي منا ككتّاب كي نعبر عن قضايا تلامس أوجاع الناس ومشكلاتهم وتطلعاتهم، ومن أشعارها نقتطف:
مدد،
إلاك… إلاك ليس للروح سند
يا باسطاً نورك على الوهد
اسقنا ماءك قبل البدد
طاب لنا في القتل العدد
أيامنا صارت في شدد
* برأيك كشاعرة هل مازال الجمهور محافظاً على الحضور والاستماع أم سرقته مواقع التواصل الاجتماعي من الشعر والنثر؟
** نعم سرقت مواقع التواصل الاجتماعي الجمهور فتركت المنابر دون جمهور يكون على تماس مباشر معها إلا قلة قليلة مازالت تحاول إرجاع ألق الشعر والأدب والثقافة بالعموم لذلك كان من البديهي تسخير هذه التقنيات الحديثة والمتطورة لصالح الثقافة والأدب بكل أشكالهما وهذا الأمر يحدث على مستوى العالم لكن شرط أن يترافق بالتماس المباشر مع الجمهور لما له من أصالة وتأثير خاصين لا يمكن لأي وسيلة أخرى أن تلغيها.
* ما رأيك بالنشر الإلكتروني وسرعة التواصل مع الجمهور ومعرفة رأيه؟
** الإلكتروني بات مرغوباً ومنتشراً بكثرة لأنه لاشك يساهم في سرعة الانتشار أكثر من الطرق التقليدية المعروفة وهذه واحدة من إيجابياته إضافة إلى سرعة التلقي والاتصال مما يتيح مجالاً واسعاً لتبادل الخبرات والنتاجات الفكرية مهما بعدت المسافات لكن ذلك لا يلغي دور التوثيق الورقي الذي مازال له خصوصيته وأهميته.
* أين تنشرين أشعارك وقصائدك وما الجديد الذي تحضرينه؟
** بما أن انطلاقتي كانت من مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي لم أكن أتوقعه وكان دون تخطيط مسبق، فأنا أنشر في بعض الملتقيات المحلية والعربية وبعض المواقع الإلكترونية، وأضافت: لي ديوان بعنوان (بيادر الضباب) وأنا الآن بصدد إصدار ديوان ثان ومجموعة قصصية ستكون الأولى في مجال القصة القصيرة. وختمت بالشكر لمنبر جريدة الوحدة على سعيها ومتابعتها الدائمة للساحة الثقافية والأدبية، ونختتم من إحدى قصائدها بالأبيات الآتية:
قوضني…
في لحظة التسمر..
أبعاد الأرض تجاهلتني
بوصلة الفجر لمحتني
قرأت خوفي
شهدت عجزي
خيط شفق أهدتني.
وفي مقتطف آخر تقول:
دعني أرى حباً
ألهف روحي لرؤياه
أتى فاجتر سنوات عمري
قص جدائلي وأحلامي
دعني أرى فراشات الهوى
بين الحقول تجيد الومى.

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار