رأيان مختلفان حول الخطوط الحمر

العدد: 9483

الخميس:5-12-2019

اتبعت مؤخراً ورشة مركزية ضمت خبراء ومدربين من مختلف مديريات القطر، وقد كانت الورشة غنيّة بالمعلومات والمهارات والخبرات، وكان فريق التدريب مميزاً بما قدّمه من خبرات ومواقف مررنا بها فزادتنا إدراكاً وغنىً بأهداف الورشة ومضمونها، لكنّ أكثر المواقف تميزاً وتأثيراً كان الموقف الذي فتح حواراً بنّاءً بين قامتين تربويتين هامتين في الميدان التربوي السوري، وسأورد بعضاً من الحوار حيث بدأته خبيرة التدريب والقياس النفسي عن الخطوط الحمر التي يجب أن نبتعد عنها في أثناء التدريب وهي (الجنس والدين والسياسة)، لما لها من آثار قد تثير بعض الإشكالات التي تعيق التدريب وتحرفه عن مساره، وقد توقظ مشاعره وحالات انفعالية قد تحتاج هي بذاتها إلى جلسات علاجية خاصّة.

وكان الرّد من خبيرة الإرشاد الاجتماعي والدعم النفسي الاجتماعي والتي رأت بأنه آن الأوان لنعمل من أمام الستارة وأن نرسم الحدود الجديدة للخطوط الحمر، وخاصة بعد الاختبار الصعب الذي اجتزناه بهمة سواعد جيشنا المغوار وحكمة قائدنا البشار وصمود شعبنا العظيم، وذكرت جيل الستينات والحملات التطوعيّة والتعاون والألفة والحياء والقيم، وأكدّت على أنه يجب إعداد المعلّم ليكون مهنياً محترفاً قادراً على توجيه البوصلة في اتجاهها الصحيح والذي يعرف آلية غرس وتكريس القيم والمبادئ وكيف يَنشر الثقافة الصحيحة للموضوعات (الحرجة) وكيف يحصل على المعلومة التي تناسب الفئة العمرية والمستويات العقلية للمتعلمين وأن لا نترك الطفل دون إرشاد أو توجيه وأن لا نتيح للمصادر العشوائية المدمرة بأن تحلّ محل مصادرنا الموثوقة والآمنة والتي تعمل على نشر الفهم الصحيح والمناسب وخاصة فيما يتعلق بالأمور الجنسيّة.
وأكدت على إكساب المتعلمين المفاهيم الدينية الصحيحة ونشر ثقافة أخلاقيات الأديان ورسائلها الإنسانية وإلّا فإن الباب سيكون مفتوحاً لمن يتربص من أصحاب الفكر الظلامي التكفيري فينشروا ثقافتهم التي تعتمد على القتل والدم وتكفير الآخر والانغلاق والسلبية.
وأمّا عن السياسية فقالت: إن مناهجنا غنية بالفكر والعقائد والنظريات السياسية التي تؤدي إلى تكاتف أبناء المجتمع في عملية البناء والنمو وهي غنيّة أيضاً بنشر ثقافة الحق والواجب وبمعايير المواطنة وغنيّة بالأنشطة التي تهدف إلى تنمية مهارات التفكير واتخاذ القرار، وكان التأكيد من الجميع على غرس قيمة القيم وذمة الذمم وهي الشهادة ودور الشهداء في حماية الوطن ودحر الإرهاب وتحقيق الانتصار، كما تمّ التأكيد على أن ينتهي أي نشاط بالفرح والأمل والتفاؤل الذي يجلو الهموم ويخرجنا إلى فسحة من النور والفرح لننطلق إلى غدنا المشرق معتبرين من الدرس والامتحان الصعب عازمين على صناعة جيل مسلّح بالفكر المتّقد والإرادة والعزيمة يكون سوراً وحصناً حصيناً لمستقبلنا الواعد.

باسم إبراهيم شرمك

تصفح المزيد..
آخر الأخبار