لأنهــــم يستحقــــون الفــــرح … حفـــلات أعيـاد ميــلاد أطفالنــا فرصة للمرح والتسلية والتواصل الاجتماعي

العدد: 9482

الأربعاء:4-12-2019

أشياء بسيطة جداً نستطيع من خلالها أن نجعل عالم أطفالنا مزداناً بالبهجة والسرور.. هدية أو رحلة أو قطعة حلوى لذيذة.. لكن الأهم من هذه الأشياء كلها هو الاهتمام والمحبة والقرب من أحاسيسهم ومشاعرهم وتفهم احتياجاتهم، فهم عندما يطلبون منا ما يرغبون ويلحون في الحصول عليه من حاجات مادية كانت أم معنوية فهذا حقهم الطبيعي في الحياة والمجتمع.. لكن ماذا عن هذه الاحتياجات على أرض الواقع وهل تساعدنا الظروف لتلبيتها؟ يقولون جيل اليوم متطلب جداً وذلك تحت تأثيراتٍ عدة – (وسائل التواصل التقنية الحديثة ومغرياتها البصرية التي تجذب الجميع وما يرافقها من إعلانات وتوثيق لحياة صاخبة تجوب الآفاق الغنية والفقيرة على حد سواء) فكيف لا نريد لأطفالنا أن يتأثروا بهذه المشاهدات وأن يطالبوا بحياة يرون أنفسهم جديرين بالعيش فيها خاصة وأنهم يملكون كل المقومات التي يملكها أقرانهم ممن يشاهدونهم على الشاشات الذكية؟ وفي هذه السطور،

 

قامت (جريدة الوحدة) باستطلاع آراء مجموعة من الأطفال حول ظاهرة انتشرت بكثرة وهي إحياء حفلات أعياد ميلاد الأطفال وتفاوتت بين ما هو مقبول وواجب علينا كأهل الاحتفال بهم أو بين ما يندرج تحت ظاهرة الفكر الاستهلاكي والاستعراضي كنوع من التباهي والتقليد الأعمى البعيد عن الواقع وما نعيشه من ظروف صعبة طالت الجميع بثقلها وهمومها؟ فماذا كانت الآراء؟

 

* الصديقة شهد محمد علي، الصف الخامس قالت: أحب حفلات أعياد الميلاد التي نقيمها في بيوتنا فهي تشعرنا بضرورة الأصدقاء ومن الجميل أن نجتمع للاحتفال والتسلية والمشاركة الاجتماعية من خلال تبادل الهدايا البسيطة والمعبرة.
* الصديقة نور الهدى مصباح علي، الصف السادس قالت: أنتظر موعد عيد ميلادي سنوياً لأن الحفلة تدخل السعادة والفرحة على الجميع، وهي فرصة للمرح والتسلية مع أصدقائي وصديقاتي فالكل يقدم أفكاره لتمضية الوقت بألعاب جميلة وممتعة أو تنظيم مسابقات ترفيهية وتقديم المواهب والهوايات المحببة.
* الصديق خليل إبراهيم، الصف الخامس قال: نبدأ بالتجهيز لعيد الميلاد من خلال تزيين البيت بالبالونات بمختلف الألوان والأشكال وكذلك تجهيز جميع مستلزمات الحفل من أطعمة ومشروبات وهذا ما يجعل الاحتفال جميلاً، فالغاية منه ليست ماذا لبسنا أو أكلنا فيه بل باعتباره فرصة للتواصل مع الأهل والأصدقاء والاستمتاع بأشياء وهدايا بسيطة نحتفظ بها في أدراج مكتبتنا لتبقى معنا كذكريات جميلة وغالية على قلوبنا.

 

* الصديق سامر فاروسي، الصف السابع قال: أنا أفضل أن يكون الاحتفال بعيد ميلادي في صالة للألعاب الالكترونية حيث أدعو مجموعة من أصدقائي لقضاء بعض الوقت في المنافسة والتحدي ومن ثم نقوم بشراء بعض المشروبات والمأكولات السريعة فهذا أفضل من التقيد بقواعد المنزل والقيام بتنظيفه وهذا هو أحد الأجزاء الصعبة من الاحتفال!
* الصديق وائل زينة، الصف الرابع قال: في السنوات الماضية كان الاحتفال بعيد ميلادي يتم في الروضة أو في المدرسة بمشاركة أطفال الصف بمأكولات خفيفة كالفطائر وقطع الكاتو.. ولكن في هذه السنة، كان الاحتفال أكثر متعة عندما قام أهلي بوضعي أمام خيارين إما قضاء يوم على البحر أو قضاء بعض الوقت في مدينة الملاهي وقد اخترت البحر وكان بالفعل يوماً مميزاً.
بقي للقول: لسنا مجبرين كأهل على إقامة حفلة عيد ميلاد بأرقام خيالية حتى يشعر أطفالنا أننا نحتفل بهم في يومهم المميّز، فمما لا شك فيه أن لتلك الحفلات متعتها الخاصة، لكن بدون أن تصبح تقليداً سنوياً للتباهي والاستعراض وتبتعد في جوهرها عما تحمله هذه المناسبة من معان واعتبارات فالأهم أن يكون عيد الميلاد احتفالاً بالحياة بالنسبة للأطفال، بدل أن يكون مناسبة للتظاهر بمكانة اقتصادية، فمن الجميل أن نسعد أطفالنا في هذا اليوم ونشعرهم بمدى الحب الذي نحمله بداخلنا إليهم خاصة أن هذا الحفل يبقى في ذاكرتهم ويعزز لديهم مشاعر جميلة تجاهنا كأهل وتجاه الآخرين وحتى تجاه أنفسهم عندما نشركهم بتنظيم حفل بسيط وغير مبالغ فيه وبشكل جميل وراقٍ أيضاً فيدركون عندئذ أنهم محبوبون لشخصهم وليس لقدرتهم على دعوة أصدقائهم لحضور الحفلات عالية التكاليف، لذلك ولأن هذا اليوم يعني بالنسبة إليهم الهدايا والمرح والضيوف، فلنحتفل مع أطفالنا ولنحتفي بهم، فهم وبكل تأكيد يستحقون هذه الفرحة..

فدوى مقوّص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار