العـــــدد 9481
الثلاثـــــــاء 3 كانون الأول 2019
حيث نستكين مع أرواحنا ونخلد إلى حقيقتنا، حيث نعيش ذواتنا كما هي، تخفت من حولنا أضواء الزيف ويبقى ذاك الوهج الخفيف في ركن حيث نسينا أنفسنا، حيث نعود في كل مرة نواجه فيها عري أرواحنا لنتذكر من نكون، هناك حيث يستيقظ فينا أنقى ما فينا عندما يحاصرنا الضباب ويضفي اللا لون على حواسنا، ومن تلك الزاوية المهجورة إلى حين، يصحو النغم في آذاننا، ينعكس شعاع للوحي من أعيننا وتوهب الحياة لنبض طالما فارق قلوبنا، ومن هناك نبتدئ العمر وهناك نلقيه قابعاً يستهزئ بنا..
عن نسيم أول الليل يزين الخيال لأهدابنا يحمل لنا ريح النقاء في أنفاسه، فتحيلنا في خدر نهوى ملكوته.
عن أغنية تختصر الدنيا في لحن يسافر بنا حيث يشتهي نغمه ويطيحنا في سبات لذيذ من ألق.
عن عبير يشق دربه في رعشة المسام يثقب الروح ويهيم بالأمنيات على صفحة عين يقطنها دمع وأرق.
عن حنين يهادن الذكرى، تخشاه الروح فيلقاها على عجل، ينقب في القلوب عن همس خفي يستصرخه وجعاً وألماً وحباً، ثم يتراقص على مزقنا صمتاً ونوحاً وبوحاً..
عن حلم لا يؤاتينا هجرناه فلازم حبل الوريد، ينتفض مع كل عبرة و كل شهقة وكل نظرة وكل فكرة.. وكل صباح يتجدد فينا..
واليوم أكتب عن أمنية، عن وعد قطعته للياسمين بألا أخون بياضه الذي تدثرت به في صباحات طالما عمرتها في شرفاته، عن عهد مع أوراق الغار بأن يظل في روحي منبت لرائحته التي تعشش في زوايا حلة فخار تطهو بها أمين وماذا أقول لأمي! لو انطفأ بصيص الصدق في عيني وعلى باطني رسمت معالم الخذلان لآخر ما تبقى من عهود! قسماً سأحارب حتى آخر رمقي كي أحيي أثير الخير في أنفاسي ولأبقي شعلة الإيمان متقدة في جوفي ولو على عكازين من أمل و . . ألم!
حنين حسين