العدد: 9479
الأحد: 1-12-2019
بمناسبة يوم الثقافة (ذاكرة وطن)، قدّم المسرح القومي في اللاذقية مسرحية (مومنت) من تأليف رغداء شعراني وإخراج هاشم غزال ومن تمثيل مصطفى جانودي، حسن صقر، كمال فضة، راما قرحالي، عمّار حسن، محمد إبراهيم، قيس زريقة، وفاء غزال، نور الصباح غزال، غربة مريشة وجعفر درويش.
أما الكادر الفني رغداء جديد- مخرج مساعد، إشراق صقر- مساعد مخرج، هاشم غزال- تصميم ديكور ومختارات موسيقية غزوان إبراهيم، إضاءة- مهدي زربا هندسة صوت، نور شيخ خميس-مكياج، إبراهيم محمد- لوازم وإكسسوار، مالك يوسف،ـ سلمان سلمان، أحمد بسمة- تنفيذ ديكور، سوسن أحمد- إدارة منصة، نور الصباح غزال تصميم إعلاني.
(مومنت) أو لحظة من أحلام الشباب الهارب من واقعه مؤلم يعيشونه ومكبلين به، متمنين الاستمرار في حلمهم هذا في الخفاء.
(مومنت) هو عرض اجتماعي بامتياز يسلط الضوء بطريقة غير تقليدية على مشاكل الشباب المتعلم والمثقف الاجتماعية وأيضاً العاطفية بجزء كبير منها، يعرض لأفكارهم وأحاسيسهم وهواجسهم في الحب والموت والحياة وكل أوجاعهم الداخلية، عبر تقديم صور واقعية لمجموعة شباب مشاركين في العرض، يجسد كل شاب تجربته ويلقي الضوء من خلالها على شريحة واسعة من شباب وشابات اليوم الذين يعيشون صراعات مع ذواتهم الداخلية وعواطفهم المكبوتة التي لكل أسبابه وظروفه التي أدت إلى ذلك.
نحضر في مسرحية (مومنت) خرجة سينمائية مسرحية حية لمجموعة من شباب وشابات تجمعهم علاقة صداقة ومودة وألفة لسنوات ويعيشون تحت سقف واحد، في بيت واحد، هو البيت الحلم الذي هربوا إليه ليعيش كل واحد منهم خصوصيته العاطفية والروحية والاجتماعية بعيداً عن واقعه الكاره له، نتيجة ضغوطات معينة أسرية أو مجتمعية. تتضح الصورة لكل حالة من الشخصيات عندما يقوم الكاتب (بحر) وهو الشخصية الأساسية في العمل بسرد معلومات للتعريف بهذه الشخصيات أو من خلال تسجيلاته لتفاصيل يومية، هذا الكاتب (بحر) يرى الواقع من الحلم، فنرى كثيراً مما يحلم به يتحقق، نتصرف بطريقة غير مباشرة على مشكلة كل شخصية التي كما ذكرنا تجسد لحياة شريحة من الشباب، فمثلاً نرى الشاب الخجول الحالم في الحب والفاشل به، ونرى المتعاطية المتمردة على واقعها ونرى زير النساء وصور لحالات أخرى نترك للمتلقي معرفتها، وبمجملها هذه الحالات هي صور لإشكاليات الشباب، اختصرت مومنت الزمان والمكان لتطلعنا بشكل مكثف عليها وتغوص في عمق ذوات الشباب واحتياجاتهم النفسية والعاطفية والروحية. صور واقعية مؤلمة للشباب المثقف الذي يعرف ما يريد ولكنه متخبط بجدران وعوائق وضعتها الأسرة أحياناً والمجتمع أحياناً أخرى. يحمل العمل مضامين فكرية متعددة الآفاق، يعود للمتلقي ترجمتها بطريقته. يشكل العمل في كليته وحدة مسرحية متكاملة بين النص والديكور والأداء ولا يستطيع المتفرج إلا أن يعجب بالعمل ككل ويثني على الديكور الجميل الذي جاء موفقاً ليلبي خصوصية النص، فكنا على المسرح ولكننا كنا أيضاً أمام فيلم سينمائي مسرحي، سخرت كل عناصره لتسليط الضوء على قضايا شبابنا المثقف بطريقة جذابة ومضمون هام.
مهى الشريقي