العدد: 9479
الأحد: 1-12-2019
فعاليات اليوم الأول
آلاف من السنين مرت على هذه الأرض، كشفت ملامحها وغناها، قصص عظيمة تحكي عن أرض مهد الحضارة، أرض الأبجدية الأولى، والنوتة الموسيقية الأولى، والمسارح… الكثير من غنى ثقافتنا الموغلة في القدم.
احتفال الثقافة تجاوز حدود الثقافة السورية، لأن الحضارة العالمية بأسرها تحمل ذاكرة الوطن السوري.
على خشبة دار الأسد للثقافة تم افتتاح احتفالية وزارة الثقافة، الذي حمل هذا العام عنوان (الثقافة ذاكرة الوطن)، والذي حدثنا عنه السيد مجد صارم مدير الثقافة قائلاً: في كل عام نحتفل بيوم الثقافة من خلال أسبوع ثقافي يبدأ بـ23/11 بمناسبة ذكرى وزارة الثقافة، هذا الأسبوع الثقافي تضمن كل ألوان الطيف الثقافي (محاضرات- أمسيات شعرية- عروض فلكلورية، سينما، موسيقا، غناء، معارض كتاب، فن تشكيلي)، وفي كل عام نحاول أن نجدد عن ما قبله من الأعوام كي لا نقع في التكرار، وهناك فرق من اللاذقية وخرجها وأعطينا فرصاً جديدة لأسماء جديدة تغني احتفالنا.
وانطلاقاً من العنوان الثقافة ذاكرة وطن هذا العنوان الذي يدل فيما يدل على عظمة تاريخنا الثقافي، حتى يومنا هذا ممتلئة وغنية كل الغنى بحضارة ثقافة ترويها شعوب العالم فنحن أبناء أوغاريت أهدينا الحرف والموسيقا للعالم أجمع.
وبداية الافتتاح كانت بالفن التشكيلي، حيث افتتح معرض الفن التشكيلي بالتعاون بين مديرية الثقافة وفرع اتحاد الفنانين التشكيليين كما حدثنا الدكتور فريد رسلان رئيس الاتحاد بأن يوم تأسيس الثقافة له أهمية كبيرة في الجانب الثقافي والفني بشكل عام وبهذه الاحتفالية شاركنا من خلالها بمعرض فني أقيم من قبل الفنانين أعضاء الاتحاد وخارجه مثل د. علي مقوص، د. فريد رسلان، لينا ديب، أشرف إلياس، زهير قشعور، مضر ناصر، مهند علاء الدين، حسين صقور بولس سركو، محمود حسن، طلال محمد علي وغيرهم..
ضمّ المعرض حوالي 30 عملاً فنياً /تصوير – نحت،…/ لوحات حاكت الطبيعة وتنّوعت بين التجريدي والبوتريه والواقعية بألوان زيتية وغيرها من أدوات الرسم وألوانه.
كما تمّ تكريم نخبة من رواد الأدب والثقافة والفن في اللاذقية: الأديب والكاتب محمد جميل الحطاب الذي تعكس مسيرته المهنية قصصاً حياتية تمتد في أزمار متعددة لتخبرنا عن جذورنا في معجم معاني أسماء القرى في اللاذقية وطرطوس وتنقلنا في دروب جمال وغنى الشعر العربي في مؤلفات عدة، وهو مدير الثقافة الأسبق كما كرمت الأديبة العلم ابنة ريف اللاذقية التي خلّدت قصصه وصوره بأشعارها في مسيرتها الأدبية الطويلة التي بدأتها الطفولة تفردت بنظم أشعار تحمل بصمتها الخاصة وشغلت مناصب عدة رعت من خلالها الأدب والأدباء مديرة المسرح القومي سابقاً الأديبة مناة الخيّر.
وكما تمّ تكريم فنان اقترن اسمه باسم جبال اللاذقية والذي نطقت أحجاره لتحكي قصصاً سورية وإنسانية وصلت إلى العالم أجمع النحات نزار على بدر، وكما الشواهد على تجذر الفنون والثقافة في الهوية السورية لا تزال واضحة المعالم في معظم أرجاء الأرض السورية التي تزخر بالمسارح الأثرية كذلك فرقة أوغاريت للفنون الشعبية روت قصصاً من ذاكرة الوطن استرجعت عادات دمشق القديمة، ورائحة طعامها، وأصوات أغانيها، وتجوال بائعيها في الأسواق ورقصات فتيانها وفتياتها، وأزياء أرجعت ذاكرتنا لكل مناسبة عشناها منذ زمن، فكان العرض المسرحي الراقص لفرقة أوغاريت بعنوان (حبّ في دمشق) تضمن العرض عدد من اللوحات الفنية والتراثية لامست أجمل وأدق تفاصيل البيئة الشامية وعظمة تاريخها وجمال كل حجر فيها العمل إضاءة وإخراج نضال عديرة، وإشراف عقبة فؤاد وكيل، تدريب سارة وكيل ،وبطولة: خالد حمادة وسلمان خوجة، وكان العمل معتمداً على حوار بين بطليه تتخلل الحوار لوحات فنية راقصة، وأغانٍ شعبية شامية جاءت بما يتناسب مع الحوار لنشاهد عرضاً مكتملاً فنيّاً ورقصاً إبداعياً.
رواد حسن