«كنـان ادنـاوي وفرقتــه» في أمسـية موسـيقية

العدد: 9479

الأحد: 1-12-2019

 

 

عندما تصدح الموسيقى يتوقف الكلام، لأن في وقعها وإيقاعها كلاماً آخر يغادر إلى القلب، ليستقر بنا إلى أزمان من ماض وحاضر ومستقبل، هي نبض ولحن وسجن لا ينتهي ما دامت هذه الروح باقية…
في أيام الثقافة التي تقيم احتفاليتها وزارة الثقافة السورية، على مسرح دار الأسد باللاذقية وبحضور جماهيري كثيف، قدم الموسيقي (كنان ادناوي) حفله الموسيقي عازفاً على العود مع اثنين من العازفين هما (محمد شحادة) مع الإيقاع مستخدماً أكثر من آلة إيقاعية و(باسم الجابر) على آلة الكونترباس، تضمن هذا الحفل مقطوعات موسيقية شرقية عديدة ابتدأها بمعزوفة افتتاحية، تلتها معزوفة من البيات بعنوان «الحصاد» ومن ثم معزوفة» 3 رقصات» ومعزوفة «دوحة العشق» ومقطوعات موسيقية نوعية عديدة .تشارك فيها العازفون والجمهور الموسيقا بين الغناء والعزف حيث أدفأت المكان والقلوب، رغم برودة طقس اللاذقية.
علما أن الموسيقي كنان ادناوي هو من الموسيقيين السوريين المعروفين، بدأ دراسة العود والموسيقا في سنّ مبكرة تحت إشراف أخويه معمر وممدوح ادناوي في عائلة موسيقية، ثمّ التحق بالمعهد العالي للموسيقى في دمشق عام 2003 -2004، خلال هذه السنوات درس العود على يد أستاذه الأذربيجاني «عسكر علي أكبر» وتخرج عام 2008، اهتمّ وعمل على إبراز شكل جديد وآليات وتقنيات جديدة لآلة العود، كما قدم العود فنيّاً وتقنياً بشكل مختلف، شارك في الكثير من ورشات العمل والعروض الموسيقية سواء بشكل منفرد أو مع مجموعات موسيقية مختلفة كفرقة (وجوه للموسيقا الشرقية) و( الفرقة السيمفونية الوطنية) ومهرجان الجاز، وله مشاركات متنوعة داخل سورية وخارجها وفي مهرجانات دولية في العديد من الدول الأوروبية كـ (إيطاليا- النمسا- فرنسا- ألمانيا- سويسرا- انكلترا- أمريكا- بولندا- والعالم العربي ) ونال العديد من الجوائز، حصل على ماجستير في الموسيقا من جامعة « نيو إنغلاند كونسرفاتوري» في بوسطن بأمريكا، وخلال إقامته فيها قدم العديد والعديد من الحفلات الموسيقية وورشات العمل في عدد من الولايات فيها.
* في نهاية الحفل كان لنا وقفة خاطفة معه، يضيف ادناوي لما تقوله الموسيقى في كلمات فقال عندما سألناه:
*- في ظلّ أيام احتفالية ثقافية كيف تتواءم الموسيقى مع مخزونها الثقافي وماذا تقول؟
– هذه المشاركة أتت بدعوة من وزارة الثقافة السورية للمشاركة بهذه التظاهرة، وأشكر الإعلام السوري على مواكبته الشفافة للحركة الثقافية السورية ومنها الموسيقية، وهذه الأمسية التي أقدمها بعد غياب 10 سنوات عن سورية حيث تابعت دراسة الموسيقا فيها، اليوم سنقدم حفلاً موسيقياً أنا على العود وزميليّ محمد شحادة على الإيقاع وباسم الجابر على آلة الكونترباس، هذه المقطوعات فيها جزء من مؤلفاتي وفيها بعض الأعمال الموسيقية المعروفة شعبياً وعربياً، وهناك فسحة للارتجال لإبراز مهارات حديثة في التعاطي مع الموسيقى بالنمط العربي سواء كعازفين على آلات موسيقية أو في المعزوفات الأخرى، ونتمنى أن نقدم بهذه المناسبة ما يليق بالثقافة والفنّ الذي تتميز به سورية وتاريخها.
*- العود آلة شرقية، كيف نراهن على حضوره في ظل انفتاح عالميّ عابر للقارات وفيما يسمى بالعولمة؟
– هذا الشيء موجود مع كل العازفين الذين يقدمون إنتاجهم الموسيقي سواء عربياً أو إقليمياً أو عالمياً والعود آلة هي جزء من أصالتنا، يبقى التباين فيها مع كلّ موسيقيّ كيف يقدمها وإلى أيّ مدرسة ينتمي وما هي القوالب وبأي طريقة سيقدمها؟ فنرى فيها شيئاً من التجريب، وشيئاً من الحداثة، وشيئاً من المهنية التي يكون فيها امتداد حضاري لمدارس قديمة.
*- العود آلة تراثية، كيف تقيّم حضورها الفعلي في هذا الوقت؟
– العود آلة تراثية وحضارية، فأنا أول ما بدأت بالتعلم عليها كانت بشكل ذاتيّ مع التعاطي مع آلة العود، بطريقة ومنهج مختلف، وخاصة بعد التطورات التي واكبت الذوق العام، وخاصة أن هناك أجيالاً أصبحت تسمع الموسيقا لوحدها بدون أن يصاحبها الغناء، وهذا هام في التلقي والعطاء الموسيقي رغم وجود الشعر والأغنية الذي هو أيضاً من تراثنا وهويتنا.
*- في ظرف سوري مؤلم مرّ من هنا، وأصوات أخرى طغت على الساحة الحياتية، ما موقع الموسيقى وتأثيرها الحالي؟
– الأزمات هي من تكشف مدى قوتنا، وسورية المبدعة دائماً، مازالت الروح تقدم وفي أي ظرف نتاجها الفكري وحسها الفنيّ، والملاحظ أن الاهتمام الموسيقي قد زاد كثيراً، ومهما حصل سنظل نؤمن بلغة السلام وهي الموسيقا، وستظل هذه الأرض تعطي بأبنائها الأبرار.
* ومع عازف الإيقاع والذي كان ملفتاً بطريقة تقديمه العرض وكيفية تعامله مع الآلات الموسيقية بمهارة وإبداع كانت لنا وقفة خاطفة معه فقال:
« أنا محمد موفق شحادة خريج التربية الموسيقية، أنا أعزف آلات الإيقاع جميعها، واليوم أقدم أول حفلة مع الصديق كنان ادناوي بعد عودته من السفر، وكان لنا مشاركات سابقاً.
*- الإيقاع هو لغة الموسيقا العربية، وسماعنا هو إيقاعي، ما دوره بعد التحديث الذي طرأ على الموسيقى؟
– اليوم دور الإيقاع مختلف عما كان، وأصبح الإيقاع يظهر بأشكال مختلفة من الآلات، واليوم سنقدم (وورك شوب)، لنعرف الناس بالآلات التي تصدر أصوات درامية ولكنها لا تعرف شكلها، واليوم نعزف المقطوعة بشكل تشاركي وليس منفصل، من هذه الناحية أردنا أن نولي الإيقاع أهمية وخاصة أن الشعب السوري هو شعب يحب الموسيقى جداً.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار