العدد: 9478
الخميس:28-11-2019
(صداقتي للنرجس.. لكن حبي لزهر آخر لا أسميه)
كم نردد هذه العبارة ونحن نحتسي جرعة من الوقت العابر، ننفض عنا غبار التعب، نعيد تلاوة أحلامنا بصمت، نقف عند كل منعطف ونقطة وإشارة تعجب واستفهام ونطلب من الحياة إجابة شافية أو مقنعة بعض الشيء!
كم من مرة رضينا بالمؤقت بديلاً عن تطلعاتنا حتى أصبح ثابتاً..
كم من وظيفة عمل قبلنا بها لأننا بحاجة إلى مردودها المادي، رغم أن تطلعاتنا كانت في مكان ومجال آخر..
كم من فرع جامعي يدرسه الأبناء بناء على رغبة الأهل كل عام، بينما رغباتهم معلقة باختصاص آخر يحقق لهم كيانهم ويكمل شخصيتهم ويسد ذلك الثقب المؤلم في مظلة أحلامهم الوردية !
هي مدننا تحلم ببعض من الجنون، بأناس يفكرون بالمشي فوق خط الاستواء بقدم واحدة، بخلع نعل اتزانها ولو قليلاً والرقص على ضفاف الجراح..
بكمشة من الفرح تنثرها فوق يباس الأيام، بنزهة بحرية تصطاد فيها أسماكاً ملونة وأصدافاً غريبة..
لكنها تبقى أسيرة الراتب الشهري، والصراف الآلي وهموم أسعار الصرف والدولار!
هي أرصفتنا تتمنى لو كانت مشغولة بقصيدة نثر أو مهتمة بكتابة رواية أناسها من دفء وشغف، لكن لقمة العيش ترتب صباحاتنا على عجل، لتبقى تلك الأرصفة مشغولة بأصوات الباعة وعربات الخضار وأكياس القمامة وأشياء مادية بحتة ..
هي أحاديثنا الصباحية ذاتها كانت أجمل، و(كان الحمام يطير من ساحات القلب)..
حتى فناجين قهوتنا مع الأحبة والأصدقاء كانت تترك فوق شفاهنا (فلة) بعد كل رشفة.. اليوم، أصبح لزاماً علينا أن نمشي بحذر فوق حشائش القلب.. وأن ننتظر بخجل ورودنا المخبأة في جيوب الأيام!!
منى كامل الأطرش