يـــا أمّ هــــــذا الكــــــون … قــــيل وقـــــال

العدد: 9478

الخميس:28-11-2019

 

   

 

أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية نشاطاً ثقافياً أدبياً تنوع بين الشعر والقصة والمقالة الساخرة شارك فيها كلّ من السادة الأدباء أعضاء اتحاد الكتاب العرب: عبير حبيب، جابر خليل، د. حمدي موصللي، علي ديبة (طرطوس) وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد… قدّم هذه الظهرية المتميزة الأديب د. عدنان بيلونة مدير فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية سابقاً، وكانت البداية مع الشاعرة عبير حبيب، عضو اتحاد الكتّاب العرب, جمعية الكتاب، صدر لها خمسة دواوين (قطرات من الروح) وهو باكورة أعمالها و(فضاءات) و(قطوف من الأيام) ،(أهازيج البقاء) و(نفحات من جمر)، لها مشاركات عديدة في الساحة الثقافية في سورية عموماً وقد تمثّلت مشاركتها بقصيدتين حملت الأولى عنوان: (آثار أقدامي) والثانية بعنوان: (خيوط الروح) وقد اقتطفنا من الأولى ما يأتي:

 

  

 

قلْ دائماً: آثار أقدامي تواريخ على الدهر
لو رادها الإعصار والريح المداهمة المنازعة التي تجري..
لو طالها الوقتُ الذي يسري
لن تمحي آثار أقدامي
لن تمحي آثار أقدامي مشرعة مع الأقمار واللألاء والفجر..
المشاركة الثانية للشاعر جابر خليل، عضو اتحاد الكتّاب العرب، عضو في المجلس الاستشاري للصحافة والأدب في العالم العربي، لديه ثلاثة دواوين: (ضفائر من خيوط الشمس صدر عام 1996)، (طيف)، (توقف أيها الجاني)، ويذكر أن الشاعر خليل خريج كلية الفلسفة ، وقد شارك في أمسيات ومهرجانات شعرية متنوعة في المراكز الثقافية في اللاذقية وعموم المحافظات الأخرى، وقد ألقى في هذا النشاط ثلاث قصائد الأولى حملت عنوان: (يا أمّ هذا الكون) وهي قصيدة رومانسية وجدانية فيها وصف لمحافظة اللاذقية التي تغنّى بجبالها وسهولها وبحرها إضافة إلى قصيدتين غزليتين وقد اخترنا من القصيدة الأولى الأبيات الآتية:
يا لاذقيةُ كم بكى فيكِ الغمامْ
وتشهقتْ لليّم أسرابُ اليمامْ
جاءَ الهلال ببعض نقصٍ يشتكي
فغدا بنوركِ يستعين على التمامْ
يا لاذقية إن دفنتُ وصيتي
أن تُرسمي فوقي على لوح الرخامْ
هذا وقد شارك الكاتب المسرحي والباحث والناقد د. حمدي موصللي في هذه الظهرية حيث تمثلّت مشاركته بقراءةٍ ممسرحة لنص نثري حمل عنوان: (رسالة من امرأة مجهولة إلى الشنفرى) كتب المؤلف هذا النص وعالجه بطريقةٍ تنمّ عن فهم آخر يعتقد الكاتب أنه قد تخلّص أو يحاول التخلّص من الأسلوب، المتعارف عليه في كتابة النّص المسرحي (البحث عن معادل جديد للنص المسرحي) من خلال اللغة :أولاً الحامل الرئيسي ومن خلال التصغير السينوغرافي للحدث والتقليل ما أمكن من الحوار باعتبار الوصف هو ما يساعد على فهم الدلالات «سيمياء اللغة» ولذلك نرى أنه في هذه القصة يحاول تجسيد الحادثة التاريخية لثأر الشنفرى من قتلة أبيه .
وبهذا يكون قد سدّد الدين الذي أمّنته عليه أمه، هذه المقاربة مع الحالة السورية واضحة رمزياً من خلال ما تحمّله هذا الوطن من الدخلاء الذين جاؤوا من الجهات الأربع للدنيا وعبثوا وفعلوا ما فعلوا به إلا أنّ التصميم على الأخذ بالثأر شكلاً لما حدث له (الشنفرى) (لهذا الوطن) و التأكيد على أنّ الإنسان (الوطن) الذي أبى إلاّ أن ينتصر في النهاية ويعود الحق إلى نصابه وقد اخترنا ما يلي من القصة:
(لم تكن لحظتها قادرة على التسلل والهرب خلسةً من شقِّ خيمتها، لأنّ فحيح الأفاعي التي أطلقها ثعبان القبيلة الأزدي قاتل الزوج المغدور غيلةً ترصد المكان بعيونٍ ذئبية، ومكر لا تعرفه الثعالب. عنود ! امرأة ولا كلّ النساء… فهي أنثى لا تشبه الجميع والجميعُ لا يشبه عنود تلكمُ! الزوجة التي لم تغادر جلدها الممزوج بجلد القتيل المذبوح ولم تراهن على عظامٍ تحولت إلى نصالٍ وسهامٍ تريد الثأر، ووأد قانون العشيرة).
والجدير ذكره أنّ للكاتب موصللي مؤلفات كثيرة منها: (قرقوش في حلب)، (انتحار غير معلن)، (آخر العمالقة) إضافة إلى مسرح الطفولة، وغيرها من الدراسات وقد حاز على جوائز عربية كثيرة.
أما المشاركة الأخيرة فهي للكاتب الساخر علي ديبة، وهو عضو اتحاد الكتّاب العرب، مقرر سابق لجمعية الرواية والقصة في سورية، وهو عضو مشارك في اتحاد الصحفيين السوريين، وهو كاتب روائي مسرحي، آخر رواياته المطبوعة (نهاية كلب أزعر) صادرة عن اتحاد الكتّاب العرب في سورية ورواية تحت الطبع عنوانها (صرير الخشخاش) شارك في هذه الظهرية بقصة ومقالتين صحفيتين ،وهي عبارة عن نصوص بين المقالة والنص، النص الأول عنوانه (قيل وقال) والثاني نص قصير حمل عنوان: (هل الله سبحانه نادم) ومن الأول اخترنا ما يلي:
(قالوا في عبد الحميد: هو رجلٌ لا يعجبه العجب ولا الصيام برجب.. أهو متبدلٌ كشمس شباط، قطع العقد الرابع من عمره، ولم يجد فتاة أحلامه.. أمضى زهو شبابه حائراً، هذه بيضاء، وتلك سمراء، وسواهما.. نص نص، الطويلة أطول منه، والقصيرة أقصر منه، ومتوسطة القامة إما بدينة وإما ناحلة، ولا تسل عمّا يقوله كلما رفضت فتاة الاقتران به، لا يترك عاهةً إلاّ ويقذفها بها).

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار