العدد: 9477
الأربعاء:27-11-2019
خَفت الحديث في الأيام الأخيرة عن منتخبنا الوطني الأول بكرة القدم، وانكب الجميع على متابعة أنديتهم في الدوري الممتاز، فغاب المتندرون على فجر إبراهيم من على صفحات مواقع التواصل، وأخذ الرجل إجازة من سهام الرافضين لوجوده على رأس الجهاز الفني للمنتخب، وتناسى كثيرون أن الوقت الآن ملائم للحديث عن مستقبل المنتخب، فالمدة الفاصلة عن الاستحقاق القادم تقدر بالشهور، وهذا أمر كفيل بتلافي الأخطاء والعيوب التي ظهرت في المباريات الرسمية السابقة رغم تحصيل العلامة الكاملة.
قد نقول أن الفترة القادمة ستحمل لنا اتحاد كرة قدم جديداً، وأن المدرب الحالي للمنتخب قد يتغير بناء على العقد الموقع بين اتحاد الكرة السابق والمدرب، ولكن تصريح رئيس المنظمة الرياضية جزم بأن الكابتن فجر مستمر مع المنتخب أيا تكن الأسماء القادمة الى اتحاد الكرة، وهذا الجزم ليس واقعياً إلا إذا كان رئيس المنظمة يملك معلومات مسبقة عن أسماء الناجحين في انتخابات الاتحاد، ويعرف سلفاً أنهم سيجددون الثقة بالجهاز الفني للمنتخب.
وبغض النظر عن إمكانية بقاء الجهاز الفني الحالي أو رحيله، علينا أن نقول ملاحظاتنا على أداء المنتخب، وماهي العناصر التي افتقدها في المباريات الخمس التي خاضها في التصفيات المشتركة، فإن كنا نريد فعلا رفع سقف الطموح، والتفكير بالمنافسة على حجز بطاقة عبور إلى المونديال، فلا بد لنا أن نعترف بالثغرات، وأن نسعى إلى تصحيحها قبل أن تعود عجلة المباريات الرسمية، ويصبح الطموح دون سقف تجاوز الدور الأول في بطولة أمم آسيا القادمة.
وكي نكون منصفين لابد من ذكر مكتسبات المنتخب في حضوره الأخير ضمن التصفيات، فقد استعاد اللاعبون جزءاً مهماً من روحهم المعنوية بعدما تبعثرت قبل وأثناء بطولة آسيا الأخيرة، وزال قسم لا بأس به من الخلافات التي عصفت بأجواء المنتخب آنذاك، واستطاع أبناء فجر إبراهيم العودة إلى سكة الانتصارات في المباريات الرسمية بعد مسيرة لم تكن مبشرة في المباريات الودية، فالرغبة بالفوز تعتبر ثقافة أيا يكن المنافس، وهذا ما شاهدناه في لقائنا مع منافسنا المباشر منتخب الصين.
في السياق ذاته، لا يسعنا أن نتجاهل مشكلتنا الأساسية الكامنة في الخط الخلفي، وما نتج عنها من مشاكل كبيرة كادت أن تكلفنا كثيراً في عدة مراحل لاسيما اللقاء الأخير مع الفلبين.
فإذا استثنينا عمرو ميداني، سنجد أنفسنا أمام خط دفاعي متهالك من السهل اختراقه وإحداث البلبلة فيه، وربما لو لاقينا منتخبات أقوى من الناحية الهجومية لانكشفنا أكثر، ولما حققنا هذا الكم من النقاط.
وعلى اعتبار أن الحالة الدفاعية لأي فريق تتم بالتعاون بين جميع اللاعبين، لاحظنا الدور الدفاعي المميز للاعبي الارتكاز، والنشاط الواضح لمحمود المواس في المساندة الدفاعية بحسب الجهة التي يلعب فيها، وحتى عمر السومة ساهم في الحالة الدفاعية وكان له دور في تخليصنا من كرات عالية شبه محققة، وبالتالي نجد أن المشكلة الحقيقية في المدافعين أنفسهم وليست في الحالة الدفاعية للفريق ككل، وهذا ما يرتب على الجهاز الفني للمنتخب حتمية البحث عن مدافعين يستطيعون مجاراة مهاجمي المنتخبات الآسيوية، فنحن مقبلون على الدور الثاني من التصفيات، وسنواجه منتخبات مختلفة عن المالديف وغوام والفلبين، وحتى الصين.
أمر آخر يجب الإشارة إليه، وهو اختيارات المدرب عند دعوة قائمة المشاركين في أي مباراة، فقد تركت دعوة بعض الأسماء وتجاهل أخرى عدة تساؤلات، ولم نعرف كمتابعين ما هو القصد من استدعاء لاعب في مركز لا يعاني من نقص، وعدم استدعاء لاعبين آخرين في مراكز يحتاجها المنتخب بعدما تعرض من يشغلها للإصابة.
الحالة الواضحة لهذا النقطة كانت بإشراك محمد المرمور كلاعب ارتكاز ثان بعد إصابة خالد مبيض ومحمد العنز، فلو أشاح الكابتن فجر بنظره قليلا لشاهد عز الدين عوض، ووائل الرفاعي، ولربما كان أحدهما خياراً صائباً لتعويض النقص الحاصل، وإطلاق المرمور نحو مركزه الأساسي للاستفادة من قدراته الهجومية ومهاراته العالية.
نقاط أخرى قد تغيب عن ذهننا ويجب أن تقال للكادر الفني بطريقة علمية وودية، فالهدف السامي للجميع هو منتخب الوطن ومسيرته نحو مكان نحلم به جميعاً، وعلينا أن نضع الشخصنة جانباً، وأن نتعامل مع المنتخب بمن حضر، وأي ملاحظة مفيدة لاشك أنها ستلقى قبولاً من المعنيين، وعلينا أيضا أن نستغل هذه الاستراحة الطويلة لنسجل ما نراه مفيداً في ديوان المنتخب، فليس من الحكمة أن ( نثرثر) أثناء دقائق المباراة الرسمية، وأن نصمت في زمن الكلام المباح.
غيث حسن