د. شــــــــــيخ علي: الحساسية الأنفية مورثة غير مكتسبة وطرق حديثة في التدبير والعـــــــــلاج

العدد: 9476

الثلاثاء: 26-11-2019

 

التحسس الأنفي مرض يتطلب العناية الجدية عند الطبيب وكذلك الاهتمام الذاتي للمريض عبر أخذه جملة من الاحتياطات والتدابير اللازمة من أجل تجنب التعرض للمادة المحسسة قدر المستطاع منعاً لحدوث النكس ومعاودة المرض.

الدكتورة فدوى إبراهيم شيخ علي اختصاصية أذن أنف حنجرة بالمشفى الوطني باللاذقية حدثتنا عن مسببات التحسس الأنفي وطرق علاجه المتبعة للتخلص من الأعراض المزعجة والمؤرقة للمريض.
بدايةً أشارت الدكتورة شيخ علي إلى أنه من المهم معالجة التهاب التحسس الأنفي لاعتبارات عدة منها:
أن نسبة انتشاره عالمياً لا تقل عن 20 % و للتخفيف من اختلاطات التحسس الأنفي والحد من تطوره إلى ربو، فحسب الإحصائيات يزداد احتمال إصابة مريض التحسس بالربو بنسبة 4 أضعاف وبالتالي تزايد المعاناة من المرض واشتدادها.
الحساسية غير مكتسبة
أوضحت الدكتورة شيخ علي أنه رغم شيوع المرض ومعرفة أن تعرض الأنف لمادة محسسة ما يشكل عاملاً محرضاً لحدوث التحسس الأنفي، لكن يبقى العامل الوراثي هو الأساس فالحساسية تورّث ولا تكتسب، فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالتحسس الأنفي الوراثي فإن احتمال إصابة الأبناء بالتحسس تتراوح نسبتها من 27 إلى 30% وفي حال كان كلا الوالدين يعانيان من تحسس أنفي فإنه في هذه الحالة ترتفع نسبة احتمال إصابة الأبناء بالتحسس من 30% إلى 50% .
وتظهر الحساسية لدى تعرض المريض للعوامل المحسسة على اختلاف نوع المادة المحسسة من شخص لآخر، فبعض أنواع المواد المحسسة مصدرها الأطعمة أو التوابل أو غبار الطلع أو هواء الخريف المحمل بالغبار أو رائحة الدخان أو العطور مسببةً تخرشاً للغشاء المخاطي. وهناك حالات من التحسس الدائم قد يكون سببها العت المنزلي في البيوت الرطبة بسبب الأثاث والفرش والألبسة غير معرضة للتهوية قد تضطر المريض إلى تغيير منزله كخطة علاج.
علاج التحسس الأنفي
وحول علاج التحسس الأنفي بيّنت الدكتورة شيخ علي أنه لغاية تاريخه ليس هناك علاجات شافية حالياً ذلك أن مشكلة التحسس وراثية، لكن الأمل كبير بتطور الدراسات الصبغية والوراثية وبالتالي إيجاد العلاج الشافي.
وأكدت الدكتورة شيخ علي على عدم الاستهانة بالمرض كي لا تتحول الحساسية إلى مرض الربو.

علاج مناعي عبر اختبارات التحسس
حالياً تتبع في المراكز التخصصية العلاجات المناعية للتخلص من أعرض الحساسية المزعجة والتي تحقق شفاءً بنسبة 60% وهي عبارة عن اختبارات التحسس التي تجرى على الوجه الأمامي للساعد باستخدام مواد مستوردة ومكلفة وتتم قراءة نتائج الاختبار بعد مضي 72 ساعة، وفي حال معرفة المادة المحسسة ليس هناك ضرورة لإجراء هذا الاختبار للمريض.
وتكمن مشكلة العلاج عن طريق إجراء اختبار التحسس أنه علاج طويل الأمد قد يستغرق حوالي ثلاث سنوات مع احتمال التحسس لأكثر من مادة وأيضاً احتمال نكس الأعراض مما يحول دون الشفاء التام.
علاج عرضي
العلاج العرضي السريع للحساسية الموسمية يكون من خلال إعطاء أدوية التحسس من أجل ضبط الأعراض والتخلص من الاحتقان الأنفي مثل مضادات الهيستامين والمقبضات الموضعية بالأنف وبالتالي تخفيف الأعراض وليس التخلص منها نهائياً، والأهم من ذلك كله تجنب المادة المحسسة ما أمكن.
ويفترض أخذ أدوية الحساسية بإشراف الطبيب مع مراعاة وضع الاستطباب لاسيما البخاخات التي ينبغي استخدامها لمدة شهر على الأقل كي تعطي الفائدة المرجوة منها، ويفضل مراجعة المريض بعد مرور الشهر من أجل فحص الأنف تجنباً لاستخدامها العشوائي الذي يؤهب لحدوث الفطور، مشيرةً في هذا السياق إلى أن الأدوية الحديثة خفضت من تأثيراتها السابقة على الجملة العصبية ومنها ما يسببه مضاد الاحتقان للنعاس.
وهناك حالات معرضة للنكس بسبب تعرض المريض للمادة المحسسة لاسيما في البيوت الرطبة التي لا تدخلها الشمس حيث يكون أثاثها غير معرض للتهوية أو لوجود مواد محسسة الدهانات على سبيل المثال.
علاج بحقن البوتوكس
حديثاً تتم معالجة التحسس عن طريق حقن البوتوكس بالأنف بكميات قليلة وإعادته كل ستة أشهر تحت غشاء المخاطي للوتيرة والقرين مما يساعد على ضبط الأعراض وهذا أفضل حل علاجي من تناول الأدوية.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار