العدد: 9476
الثلاثاء: 26-11-2019
تحتفل وزارة الثقافة السّورية بذكرى تأسيسها ضمن احتفاليةٍ مهرجانيةٍ كبيرةٍ وشاملة، تغطّي المدن السّورية كافّة.
كم تستحقّ ثقافتنا الاحتفاء بها وتمجيدها؟! وهي التي تؤسّس لمعارف وآداب أجيالٍ وأجيال.. وتصل الماضي بالحاضر وتعدّ للمستقبل بذوراً زرعتها فأينعت وبرعمت، ولابدّ ستزهر وتثمر محاصيل وافرة الغلال من العلوم والفنون والآداب بمختلف صنوفها وأنواعها، لتنصهر في بوتقة الثقافة العامّة، وتندمج في أصولها وفروعها.
وهنا لابدّ من التّحيّة والإشادة بجميع العاملين في الحقل الثقافيّ.. سيّما وأنّ أغلبهم جنودٌ مجهولون، يصلون الليل بالنّهار لتثبيت دعائم أيّ عملٍ أو منتجٍ فكريّ أو علميّ أو أدبيّ أو مسرحيّ أو شعريّ أو تشكيليّ…
ولاشكّ أنّ أيّ عملٍ راقٍ لا يصل إلى مستواه من الإتقان والإبداع لولا تضافر جهود الكلّ وتكاملها، فالعمل فريقاً واحداً يكلّله النّجاح ويضمن له الاستمرار والبقاء والتميّز.
ولطالما كانت الثقافة وستبقى خزّان الشعوب، ومفتاح باب تاريخها وحضارتها، فإنّها حصيلة ومحصّلة ذاكرة وطن، فكانت العنوان العريض لاحتفالية هذا العام، تحمل في ثنايا أدبياتها وتلافيف يومياتها إرثاً زاخراً من الكنوز المعرفية لا يضاهيه كنزٌ آخر، في وطنٍ تعافى واستأصل أورام الجهل والتخلف التي جاءت بها خفافيش الظلام، وانتصر على أذناب الفكر الضلالي ودحرهم إلى غير رجعة.
فكلّ عامٍ ووطننا وثقافتنا بألف خيرٍ، ودامت بألقٍ وتميّز وإبداعٍ مدى الأيام.
ريم جبيلي