مسؤوليتنا: نظافة الأرض.. إماطة الأذى.. الحفاظ على البيئة.. الالتزام بالواجبات

العدد: 9474

الأحد: 24-11-2019

 

محبة الإنسان وعشقه لوطنه أشبه بعلاقة الولد بأمه، علاقة لا يمكن أن تنقطع أو يخبو وهجها‎، وكم يحاول الابن جاهداً أن يصون هذي العلاقة النقية والمقدسة عبر أحاسيس ومشاعر عفوية أو أفعال وواجبات طوعية يقدمها دائماً وأبداً بكل الرضى والقناعة‎ ‎نحاول مع كل إشراقة صباح أن نقدم للوطن ما نستطيع إليه سبيلاً من كل ما تجود به النفس من أفعال إيجابية وما يجود به القلب من محبة ونوايا صافية سابقة لكلّ عمل وطني متفان، ‎هذه العلاقة المقدسة مع الوطن تحتم على المرء تقديم كل غال ونفيس لهذه الأرض وكل أقراننا في هذا الوطن إخوة أعزاء نجتمع معهم تحت سقف الوطنية والعيش الحر الكريم المشترك،‎ ‎لكلّ فرد فينا قدرة معينة ومعطيات خاصة يمكن أن يجود بها في سبيل منعة وقوة وتطور هذا الوطن الغالي، عطاء بلا حدود وبلا مقابل يمثل أرقى ما يختلج في مكنونات صدور البشر من مشاعر إنسانية غاية في الصدق والوفاء، بعيداً عن المبالغات كان لنا وقفات مع سؤالنا ما هي مسؤولياتك الشخصية والاجتماعية تجاه الوطن؟
* مرح عروس: الكلام عن المواطنة والمسؤولية الوطنية ميدانٌ واسع للتنظير والمزايدات لكن منطق الفعل أبلغ وأقوى، ووجه الواقع المختلف ينسف ذلك الميدان ويدحض تلك الأقوال الوردية التي تملؤها أشواك الحقيقة الحادة، نحن هنا لسنا بصدد تعداد المسؤوليات أو ذكرها، فهي ليست خافية على أحد، إنما بصدد إيقاظ الضمائر التي تغط في نوم عميق، بصدد إخفاض صوت الأنا والمصلحة الفردية ليعلو فوقهما اسم الوطن ومصلحته، بصدد تأهيل جيل كامل لا يعرف من المواطنة إلا اسمها، إنّ بلداً استعار اسمه من السيادة والشمس، وعانى ما عاناه من ويلات وكوارث يستحق من أبنائه الحفاظ عليه والارتقاء به، ويستحق أبناؤه كذلك عيشاً كريماً شأنهم في ذلك شأن أي بلدٍ متحضر، وهذا لا يتم إلا بتكاتف الأيدي وإتمام الواجبات بعيداً عن الكلام المارق والنظريات البرّاقة.
* رامي صبيح: قبل أن يكون للإنسان أي موقع بشكل عام، هو ملزم من خلال واجبه ومسؤولياته الأخلاقية والاجتماعية تجاه وطنه، الوطن مثل الأم وهل هناك أجلّ وأعظم منها قدراً ومقاماً، هل نستطيع العيش بلا جذور أو هوية وانتماء؟ لا يستطيع أي منا التخلي عن مسؤولياته، لأنها جزء لا يتجزأ من منظومة القيم، والمعارف التراكمية التي كونتها الأجيال السابقة، وحضت عليها الأخلاق والشرائع جميعاً.
المسؤولية الشخصية والاجتماعية تقع على كل كيان وفرد ومنظمة سواء، بحيث يقوم الجميع بالعمل ككل لمصلحة المجتمع، وتحمل الإنسان تبعاته ونتائج أفعاله على السواء، وتأتي من خلال تحمل المسؤوليات وتصحيح الأخطاء والاعتراف بها، وتتجلى بالعديد من المفاهيم الكبيرة والصغيرة بغرس القيم التي تنمي حب الوطن، في المدارس والجامعات من موقع العمل الذي يعزز الشعور بالانتماء والولاء للوطن والحرص على الممتلكات الخاصة والعامة، واجب التضحية، عندما يحتاج الوطن والعمل على ارتقائه وتطوره ومن خلال رفع مستوى الوعي والمواطنة لكل فرد. تعزيز مفهوم الهوية، لأن الهوية جزء لا يتجزأ من الانتماء الوطني، هذه الجغرافيا والأرض التي نعيش عليها تعطي من خيراتها ما تعطينا، فالشعور العاطفي مغروس فينا، هو شعور متبادل ومقدس تجاه عطايا الوطن لذي لا يقابله سوى الوفاء، الأسرة هي النواة الأهم فإذا فسدت فسد المجتمع، علينا تبني منظومة القيم والسلوك والمفاهيم التي تنمي حب الوطن وتعزيز ثقافة ووعي الأفراد من خلال غرس تلك المقومات عن طريق برامج تدعمها مؤسسات وشركات وجمعيات وأفراد.
* علياء إسماعيل: كان الحلم طفلاً صغيراً يلعبُ تحت نوافذ الشغف في ربيع حالم على حروف وطني، وطني الأخضر الذي أنجب أفراداً بأنوار العلم تزينوا، وبوسام الشرف دافعوا، وبالتراب الطاهر غفوا، ونحن اليوم نحمل مسؤوليات اجتماعية كثيرة لهذا الوطن تطّل من نوافذ الإنسانية، فالتعاون بالحفاظ على نظافة الأرض، إماطة الأذى، الحفاظ على البيئة مسؤولية، الالتزام بأداء كل الواجبات بكل نزاهة وإخلاص مسؤولية، المشاركة بالأعياد الوطنية والاحتفال بذكرى البطولات المشرفة مسؤولية، كما أن الابتسامة لطفل صغير ومساعدة رجل كبير مسؤولية، ولابُدّ أن تزيين الوطن بأنوار العلم والمعرفة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل فرد من المجتمع، وما هذه المسؤوليات إلا امتداد لذاتنا الإنسانية، الأبدية التوهج، فعندما ندرك ما هي واجباتنا وكيف السبيل لتحقيقها بأكمل وجه والالتزام بأدائها عندها تسطع شمس الحضارة ويزهر ربيع الحلم الذي كان صغيراً ذات يوم، يلعب في الوطن الأخضر، الوطن ليس مجرد جواز سفر نعبر به ومنه، هو انتماءٌ وارتباطٌ تاريخي واجتماعي وإنساني.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار