العدد: 9473
الخميس:21-11-2019
كوني اشتياقاً متطرفاً، كوني حزناً ينشق عن الفصول، كوني خراباً لا يشبه أي خراب، كوني الحرب التي أردتها، كوني لي لمحة واحدة تجعلني أنهي السلام الهادئ وأشعل الحرائق بداخلي، فأنت لا يصلح أن أعقد معك سلاماً، فالسلام هو نهاية حرب خاسرة، كوني لي تلك الحقيقة التي يتحدثون عنها فيما بينهم، لا السراب ولا الخيال ولا الأحلام والأمنيات تنفعني في هذه الحياة، كوني البرد الذي يفتك بجسدي، فبردك يغنيني عن الدفء الوهمي فالدفء مجرد كذبة تطلبها مشاعرنا كي ترتكز على الشوق الضائع، أنا لا أبحث عن البديل في حياتي بل أبحث عن عينيك، فما زلت أناقض نفسي وأوهمها بأنك لم ترحلي، وأنك أنت ستصبحين شريكة حياتي في المستقبل الذي وصل إلي وأدرت ظهري له لأنك لم تكوني قادمة معه فما ينفع، قولي لي ماذا ينفع هذا المستقبل الذين يتراقصون حوله فرحين بتحقيقه دون أن يكون حبهم الأول يعيش معهم لا تقولي لي الحياة تمشي وأن الأيام ستنسيك هذا كلام شبيه بالأطباء الذين يجرون عملية جراحية لمريض يودع حياته هذا كلام يقوله الضعفاء، أما أنا ما زلت قوياً بذكراك، ما زلت قوياً بحبك، لكن الضعف الحقيقي الذي يحوم حولي هو الاشتياق الذي لا دين له…
المساء السابع عشر هذا المساء بارد ليس بالقوة الطبيعية للمعنى الحقيقي للشتاء إلا أنه يبشر بقدوم البرد على الرغم من تأخر الشتاء ونحن في تشرين الثاني، في نفس الغرفة لكن في جهة أخرى تحت النافذة من الجهة الشمالية لها اليوم اشتياقي لك يعود لطبيعته السابقة بقوة تجعلني أصرخ كما كنت أصرخ في السابق أي قبل أن أتأقلم بشكل اعتيادي على رحيلك، فهل الوحدة هي السبب أم الكتابة أم عدم اقتناعي إن دخلت امرأة أخرى حياتي سوف أنساكِ، صراحة لست بصدد الحديث عنك فأنا أكتب عن الوحدة والانعزال فتبين لي أنك أنت وحدتي وانعزالي، الكل نائم بعثت برسالة لابن عمي كي يأتي ونكمل السهرة سوياً ونضحك قليلاً لكنه غير موجود حتى في الحارة كلها وعائلتي نائمة ووحدي كما هي العادة فتصبحون على خير، على نافذة الوحدة والانعزال.
علي سليمان