العدد: 9473
الخميس:21-11-2019
في إطار الاحتفال بذكرى تأسيس وزارة الثقافة أقام المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس معرض نحت ورسم و أعمال يدوية للفنانين فائز الحافي، زين علي، ميساء يوسف وأميرة يوسف، الوحدة التقت الفنانين وقال الفنان فائز الحافي تقديراً منا لهذه المناسبة أحببنا المشاركة في هذا المعرض مع مجموعة من الفنانين، وأضاف الحافي: الفنان بطبعه إنسان حساس يشعر بما حوله ويتفاعل معه ليقدم شيئاً جميلاً يدفع المتلقي للتفاعل وإبداء الرأي فالفن كما خبز الحياة وخمرة الروح، وعن مشاركته قال: شاركت بتسع أعمال نحتية تحاكي الأساطير لأنني أعتمد في أعمالي على الأسطورة وأحولها وأجسدها بما يلامس واقعنا وأحاسيسنا الجمالية، اثنان من هذه الأعمال هي أعمال جدارية وما تبقى أعمال عمودية جميعها من خشب الزيتون وقد انتقيت هذه الشجرة لقدسيتها وصلابتها ومكانتها وديمومتها حتى، وهنا كان لا بد من الاستعانة بالجمالية العالية بالإضافة إلى الحرفية والشغف فتمكنت من تحويل الطاقة الكامنة لدي إلى شيء يتمتع فيه الإنسان بكل أحاسيسه، ثم تحدث عن أعماله التي شارك فيها وكان العمل الأول بعنوان الحرية المطلقة وقد استخدم فيها اليد والقدم مع الجنزير للتعبير عن ذلك وأيضاً عمل بعنوان رقصة الأضاحي وهي عبارة عن فتاة ترقص رقصة الموت بين تلافيف النار مع وجود التمساح وهي تحكي عن ثقافة الإنسان البدائي وكيف كان يقدم الأضاحي للمجهول وفي بعض الأحيان كان يقدمها للتمساح لأنه صلة الوصل بينه وبين المجهول المتمثل بالقدرة الخفية، أما عمل شقوق معلولا فكان عبارة عن ملائكة وفي الوسط أنثى تحمل طفلاً وهنا يرمز إلى أمه لأنه يرى فيها المرأة التي عانت وقدمت كما أنها رمز لكل الأمهات، وتحدث عن عمل حورية زبد البحر والذي يحكي عن الحورية التي كانت تحاول الأنسنة لتتمتع بالحياة ولكن القرش كان يقول لها لا تذهبي إلى عالم الدماء وابقي في عالمي لأحميك وقد مثل ذلك بوجود حورية وفي أسفلها فك القرش، أيضاً كان هناك عمل بعنوان الآلهة حواء وآخر بعنوان ولادة الذات والذي يرمز إلى أن الولادة هي ما بعد المعرفة، أما بالنسبة إلى منحوتة الأساطير فهي رمز من بداية الكون وحتى تاريخه بكل تفاصيلها وهي أكبر وأعقد منحوتة كما أنها أكثر الأعمال التي تشبهه، أخيراً كان عمل عشتار الآلهة و التي تتحدث عن قصة عشتار وتلامس فكرة من أعدم عشتار في دمشق، وعن مراحل العمل قال الفنان الحافي الحرفية التي يحتاجها الفنان النحات حصراً هي القدرة على الرسم لأن النحات عندما يتعامل مع قطعة صماء يتوجب عليه أولاً إزالة اللحاء عنها وتنظيفها ومن ثم معالجتها وعندها يتم أخذ سبر مساحة ورسم بياني للفكرة ومن هنا يكون مقياس نجاح العمل ولا يخلو الأمر من بعض الثغرات فقد يتغير الطول والعرض فيضطر النحات لتصغير حجم العمل ولكن تبقى الفكرة قائمة، وقد تحتاج بعض الأعمال إلى فترة زمنية طويلة فبعضها يحتاج إلى استخدام الإزميل والمطرقة بالإضافة إلى فترة المعالجة والصقل، لذلك هناك أعمال كعمل الآلهة حواء استغرق سنة وستة أشهر بمعدل 6 إلى 8 ساعات من العمل يومياً بينما الأعمال الحديثة والتي تعتمد على الآلات فلا تحتاج لكل هذا الوقت، وعن دور هذه المعارض قال النحات فائز الفن كما الإنسان فإذا ما تقوقع على ذاته لن يعرف إلا نفسه لذلك لا بد من تسليط الضوء والمشاركة في المعارض لأنها صلة التواصل الحسي بينه وبين المتلقي الذواق الذي يقوم بتقييم العمل من خلال مشاهدته وبالطبع الفن هو فكر و ليس مجرد مادة جامدة صماء ويجب أن ينقل رسالة فكرية وأي عمل لا يؤدي هذه الرسالة يفقد قيمته، وفي الختام تمنى من القائمين في المجال الثقافي من أعلى الهرم تقديم التسهيلات للفنانين فهناك عدد كبير من الفنانين في سورية وخاصة على الشريط الساحلي لا يزالون يعملون في الظل لذلك نتمنى الإضاءة على هؤلاء لأن لديهم أعمال ترتقي للعالمية.
وقالت ميساء يوسف المشاركة في إعادة التدوير والإكسسوار والكروشيه أنها تستعمل مادة الشمع الخام وتقوم بقولبتها وتفريغها ونحتها وقد تدخل إليها بعض الإكسسوار بالإضافة لمزج الألوان وتدخيل الخشب، أما بالنسبة للإكسسوار فهي تستخدم المواد الأولية وتعمل على تشكيلها بكثير من الحب، وكذلك بالنسبة لإعادة التدوير فهي شيء مهم يجب على كل سيدة تعلمه للاستفادة من أي شيء يوجد إن كان في المنزل أو في الطبيعة و عن دور هذه المعارض قالت تقوم بتوسيع الحلقة التي يتواجد فيها الفنانين و بالتالي نوسع ثقافتنا و نتبادل الثقافات والخبرات.
كما شارك الفنان زين علي بعدة لوحات واقعية، أيضاً شاركت أميرة يوسف بإعادة التدوير وبعض الأعمال اليدوية.
وعبرت معاون مدير ثقافة طرطوس الأستاذة إلهام سليمان عن إعجابها في هذا المعرض وقالت: هذا المعرض أكبر من أن نعبر عنه بالكلمات فما أجمل أن نرى جمال الفنان السوري بهذا العمق والعبقرية والرقي، ونحن نفتخر بوجود هكذا فنانين وعلى الرغم من أنني كنت رئيس مركز ثقافي أبو رمانة في دمشق لمدة 7 سنوات وأقمنا الكثير من المعارض إلا أن هذا المعرض له طابع لم نشاهده من قبل فالنحات العبقري فائز الحافي والذي يمكن أن نصفه سلفادور دالي العرب يستحق تسليط الضوء لأنه يملك من الحكمة والعبقرية ما لا يملكه الكثيرين فكل لوحة من لوحاته هي ملحمة بحد ذاتها ولأول مره نشاهد لوحة فنية متكاملة فالخشب على الرغم من أنه طيع لكنه يحتاج إلى الكثير من الجهد والصبر لذلك هو بحاجة إلى الإتقان والاحتراف مهما كانت اللوحة بسيطة ومتواضعة فكيف إذا كانت ملحمة بهذا الشكل لذلك نتمنى التوفيق للفنان فائز.
رنا ياسين غانم