العـــــدد 9470
الإثنين 18 تشرين الثاني 2019
كثر الحديث عن مباراة الفرحة والانتصار مع الصين، وصار الكل على علم بتفاصيل الحدث وتداعياته، البعض أخذتهم فرحة الفوز وهي فرحة مستحقة ومنتظرة، والبعض الآخر ما زال ينتقد تواضع الأداء ويؤكد أننا فزنا بالصدفة وبهدف عكسي، في كلتا الحالتين، وفي هكذا مباريات حساسة تبدو النتيجة الرقمية هي الأهم بغض النظر عن الطريقة والكيفية، خاصة وأننا تفوقنا عليهم نفسياً أكثر مما فعلنا فنياً، وكان الأهم من الفوز هو حضور شخصية المنتخب وعودة الروح والثقة بالنفس والشعور بمسؤولية ارتداء قميص الوطن وطريقة التعاطي مع المنتخب الصيني برجولة وعدم رهبة وهذا أمر يجب أن ترفع القبعة فيه للجهاز الفني والإداري للمنتخب خاصة بعد الذكرى السيئة لما حصل في نهائيات أمم آسيا وما تبعها من أمور لا نريد تذكرها أو العودة لها، ولكن بالمقابل، لا يجب أيضاً أن يظل الأداء في خبر كان وبعيداً عن التقييم والتحليل، ويحسب لمنتخبنا تنوع طريقة الهجوم وعدم التركيز على (السومة) فقط واعتماد المرتدات السريعة خاصة عبر (المواس) الذي كان في يوم سعده، وعدم إفساح المجال للمنافس لتنفيذ تكتيكاته كما يريد مدربه الثعلب (ليبي) الذي اضطر لاعتماد المناولات الطويلة نظراً لتقارب خطوطنا، مع عدم تجاهل بعض الهفوات الدفاعية والتي كلفتنا إحداها هدفاً.. ويحسب لمدربنا قراءته الجيدة لشوط المدربين من خلال تضييق المساحات عليهم واستمرار الجرأة الهجومية وعدم الرضى بواقع التعادل الذي كان قائماً، وكان ذلك عبر تواجد أربعة مهاجمين (السومة، خريبين، الحموي، المواس)، ولابد من الإشادة أيضاً بالرائعين (ميداني ومواس) وكذلك (الحميشة والمرمور والأومري) مع التنويه إلى الخوف من الثقة الزائدة ل (العالمة) والارتداد البطيء ل (السلامة) والهفوات الحاضرة ل (الصالح) وضعف الارتداد العكسي ل (العجان) أما (السومة) فقد قام بواجبه بشغل الدفاع الصيني مع ضرورة التركيز أكثر في الكرات الثابتة وهو ما عهدناه به خاصة مع ناديه، فيما قدم البدلاء الدور المناط منهم، فعزز (الخريبين والحموي) النشاط الهجومي وكذلك (العيس) في العمق الدفاعي، وفي النهاية ما يهمنا أننا فزنا على منتخب كبير وتصدرنا مجموعتنا ولم نفز بالحظ كما يعتقد البعض، ووجب علينا شكر الجهاز الفني واللاعبين ولكن دون أن نغفل أن المنتخب بحاجة لعمل كبير على الصعيد الذهني تحديدا في مباريات الدور الثاني (الأكثر صعوبة) والمنتخب الصيني لم يظهر كما توقعناه منه ومن مدربه (الخبير) وهذا يدعونا لعدم الانجراف كثيراً خلف التطبيل والتزمير، أو أن نضع أنفسنا بسوية واحدة مع استراليا واليابان لمجرد أننا حصدنا النقاط الكاملة في أربع مباريات مثلما فعلوا!! وعلينا أن نحافظ على كل تركيزنا فيما تبقى من مباريات وخاصة مباراة (السهل الممتنع) مع الفلبين، فالمنافس الفلبيني مازال أمله قائماً بالتأهل وسيقاتل من أجله حتى الرمق الأخير، ولا أعتقد أنه سيكون كما ظهر في مباراة الذهاب خصوصاً بعد عودة حارسه الأساسي المتألق والمحترف في (كارديف سيتي) الانكليزي، ولاشك أن مدربنا ولاعبينا يدركون بأن فوزنا سيمنحنا أغلى ثلاث نقاط في التصفيات وسيضعنا منطقياً في النهائيات للمرة الثانية توالياً وهو ما لم نفعله منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فهل نفعلها ونعلن استمرار الفرح بنسورنا؟
المهندس ســــامــر زيــــــن