العـــــدد 9470
الإثنين 18 تشرين الثاني 2019
شهدت الفترة الأخيرة سجالاً حاداً وكثرة في المنظرين فيما يتعلق بمنتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم، بين من يرى أن المدرب السابق أيمن الحكيم يبقى الخيار الأفضل لقيادة دفة المنتخب الذي شهدت فترة استلامه له نتائج رائعة كادت أن توصل المنتخب إلى كأس العالم، وبين من يرى أن ما حققه المدرب الجديد القديم فجر إبراهيم في الآونة الأخيرة شبيه (بل وحبة مسك) لما قدمه الحكيم وشهادتهم على ذلك تصدّر منتخبنا لمجموعته في التصفيات الحالية محققاً العلامة الكاملة بأربعة انتصارات من أربع مباريات لعبها حتى الآن، وطبعاً المنظرين من الطرفين لم يدّخروا جهداً في سبيل التطبيل لهذا المدرب أو ذاك لإثبات وجهة نظرهم والأنكى من ذلك أن جلّهم لا يفقهون في عالم كرة القدم إلا المشاهدة فقط دون دراية بالقراءة الفنية للمباريات، ويصل الأمر حيناً إلى أنهم يحملون المدرب المسؤولية إن تفوق الخصم بالركنيات أو بالتسديدات أو هفوة لمدافع هنا أو تعثر لمهاجم هناك، فالمهم عندهم إنقاص قيمة المدرب الذي لا يفقه شيئاً بالتدريب بنظرهم.
طبعاً نحن لن ندخل في هذا السجال بين من هو الأجدر بينهما والأحق في تدريب منتخبنا الكروي للرجال ، لأنه مهما حاولت أن تقنع محبي الحكيم بقدرات فجر إبراهيم لن تنجح والعكس صحيح…بل سنركز على نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها محبو المقارنات والإحصائيات من المنظرين وهي أن النتائج الجيدة لا تعني بالضرورة أن المستوى الفني كان جيداً، وبالعكس قد يحضر الأداء الجيد في المباريات ولا تحضر النتائج، والأمثلة كثيرة على ذك ويكفي أن نذكر مباراة منتخبنا مع مضيفه الكوري الجنوبي في التصفيات الماضية وخسرنا فيها بهدف رغم أننا قدمنا مستوى ومباراة للذكرى.
وبما أننا نتكلم عن النتائج والأداء .. يجب أن نعيد ونذكر بأن معظم المنتخبات العربية ومنها منتخبنا ما يميزها هو اللعب بحماس وبروح قتالية للاعبيها وهذا ما يكون له الأثر الأكبر في تحقيق النتائج، وعندما تغيب تلك الروح لا مدرب ولا كادر فني ولا إداري ينفع، أي بما معناه أن تأثير المدرب يقارب الصفر مقارنة بامتلاك تلك الروح واللعب برجولة وحماس.
مهند حسن