بمناسبة اليوم العالمي للسكري .. محاضرات توعوية قدمها اختصاصيو الغدد والسكري في المشفى الوطني باللاذقية

العـــــدد 9470

الإثنين 18 تشرين الثاني 2019

بمناسبة اليوم العالمي للسكري أقام مشفى الشهيد حمزة نوفل الوطني – قسم الداخلية شعبة الغدد بالتنسيق مع مديرية صحة اللاذقية شعبة التأهيل والتدريب فعالية علمية على مدرج المديرية استمرت يومين.
تضمنت الفعالية محاضرات توعوية قدمها اختصاصيو الغدد والسكري تمحورت حول أنماط النسيج الشحمي في الجسد علاقته بالمقاومة على الأنسولين والداء السكري, السكري والحمل, إقلال الاختلاطات القلبية عند السكريين والمطلوب ضبطه, بالإضافة إلى محاضرة علمية لشركة التراميديكا للصناعات الدوائية.
ألقى د. زهير فضة محاضرة بعنوان (لإقلال الاختلاطات القلبية عند السكريين والمطلوب ضبطه؟) تحدث فيها عن الدليل الإرشادي الأوروبي لجمعية أمراض القلب والسكري, والمعايير الجديدة للعلاج, وتقليل الاختلاطات القلبية انطلاقاً من اعتبار السكري انه مرض قلبي يتظاهر بفرط سكر الدم.
وتحدث د. نبيل حيدر- رئيس شعبة الغدد والسكري في المشفى الوطني في محاضرته (السكري والحمل تشخيص وعلاج) عن السكري الحملي فهو حالة مؤهبة لحدوث السكري نمط 2 في المستقبل وكل سيدة لديها احتمال أن تصاب بالسكر خلال خمس سنوات القادمة بعد الولادة والمخاطر عديدة في حال عدم ضبط السكر ضمن المعايير المطلوبة على الأم والجنين، لذلك يجب التحضير للحمل وضبط السكر ضمن معايير معينة لضمان حمل ونتائج سليمة، وعلى مستوى الأم يؤثر زيادة وزن الجنين إذا كان من 4-5 كغ ويسبب أذيات الولادة ونقص الأكسجة، وزيادة احتمال العملية القيصرية وزيادة الإنتانات، وبالنسبة للأم فهناك خطر الاستسقاء الأمينوسي، وارتفاع الضغط ونسبة الإرجاج أكثر وزيادة الانتانات.
وأيضاً يتعرض الوليد لمخاطر بعد الولادة منها نقص السكر وارتفاع الكلس وزيادة مستوى المشاكل التنفسية والصدرية, وبالتالي زيادة عدد الوفيات.
وللوقاية من المهم والضروري التحضير لحمل جديد ضبط السكر وتشخيصه باكراً, وفي حال عدم الانتباه يتعرض الوليد إلى نقص الأكسجة وخلل دماغي يؤثر على مستوى الذكاء في المستقبل, لذلك يجب المعالجة بحكمة واستخدام الخافضات والتمارين الرياضية والأنسولين، فالضبط الأمثل والأكثر حسب المعايير التشخيصية وضرورة تحقيق الأرقام بعد الأكل بساعة.

د. منى ليلى اختصاص أمراض الغدد الصم والسكري المشرف العلمي في قسم الداخلية بالمشفى الوطني، ألقت محاضرة بعنوان (النسيج الشحمي ودوره في المقاومة على الأنسولين وحدوث داء السكري)، أشارت فيها إلى أن البدانة هي وباء العصر ويتم تقييمها في ممارستنا السريرية من خلال مشعرات سريرية مثل مشعر كتلة الجسم وقياس محيط الخصر, والنسبة ما بين محيط الخصر والورك.
ومن خلال ممارساتنا شاهدنا أن هذه المشعرات لا تنطبق على الجميع فأحياناً يراجع مرضى بدناء لكنهم أصحاء استقلابياً وبالمقابل هناك مرضى غير بدناء, ولكن لديهم معايير استقلابية والسبب من التفسيرات المقترحة أن هناك تباين بين الأفراد بكتلة النسيج الشحمي الكلية في الجسم.
وتوجد أنواع عديدة والنوعان الأساسيان هما: النسيج الشحمي البني وهو الأسلم وله دور في الوقاية من حدوث المقاومة على الأنسولين والاختلاطات الاستقلابية الناجمة عنها.
والنسيج الشحمي الأبيض وهو مسؤول بشكل أساسي عن المقاومة على الأنسولين.
وبشكل عام البدانة بغضّ النظر عن التفاصيل والفروقات الفردية من شخص إلى آخر لها دور وهي الأساسي في حدوث المقاومة على الأنسولين وما يتلوها من اختلاطات على رأسها داء السكري نمط 2 والإجراء الوحيد الذي يمكن أن يحفظ وظيفة النسيج الشحمي ويمنع المقاومة يعني هو تغيير نمط الحياة المتضمن الإقلال للوارد الغذائي وممارسة النشاط الفيزيائي.
وهناك نوع آخر من النسيج الشحمي هو البيج له مواصفات بأنه جيد وآمن وفعال من أجل السلامة والصحة الاستقلابية.
في هذا النسيج يتشكل في الجسم بظروف معينة ومحررات معينة مثل البرد والنشاط الفيزيائي وممارسة التمارين الرياضية، أو حتى بعض الحالات المواد الموجودة في الجسم مثل هرمونات الغدة الدرقية التي تؤثر على خلايا النسيج الشحمي البيضاء التي هي مسؤولة عن المقاومة وتؤدي إلى تحويلها في تركيبها وشكلها ووظيفتها تجاه النسيج البني الذي هو الآمن والسليم وله دور بشكل أساسي في توليد الحرارة بالجسم من خلال استهلاك الشحوم الثلاثية المخزنة.
والفكرة الجديدة هو استثمار النسيج الشحمي البيج في الطرق العلاجية من خلال تحويله إلى أدوية لعلاج اضطرابات عديدة، وبعض النظريات والأبحاث تؤكد على أنه من الممكن أن تنشأ خلايا جذعية هي المولدة للنسيج الشحمي كله وهذه الفكرة مع التطور الكبير الذي يشمل الخلايا الجذعية وتطويرها أو تطبيقاتها العديدة فقط في المستقبل من العلاجات الواعدة للتخلص من المقاومة على الأنسولين وفي حال لم تحقق شفاءً كاملاً للسكري فهي تخفف من العبء الكبير على البنكرياس، بالإضافة إلى التقليل من الاختلاطات الاستقلابية عنها.
وأوضح د. عمار يوسف رئيس شعبة التأهيل والتدريب في مديرية الصحة أهمية هذه الفعالية وذلك من خلال التطوير المهني المستمر ورفع سوية الأطباء المقيمين ضمن التعليم الطبي المستمر.
وحالياً يتابع موضوع النقاط الطبية لتقييم الأطباء وذلك من قبل الوزارة لمواكبة المستجدات ومتابعة الفعاليات وورشات العمل والتطوير المهني التعليمي المستمر.
د. هيام سلمان مسؤولة برنامج التطوير المهني المستمر في شعبة التأهيل والتدريب، بيّنت أن برنامج التطوير المستمر يعتمد على النقاط الطبية لاعتمادها لاحقاً بعد استكمال شهادات البورد السورية وتعد هذه الأنشطة فرصة لتبادل المعلومات والخبرات بين الأطباء ومعرفة كل ما هو جديد عن مرض السكري الذي انتشر كثيراً في الآونة الأخيرة وكيفية الوقاية منه وعلاجه.
الصيدلانية ديمة منصور من شركة التراميديكا للصناعات الدوائية، أكدت على أهمية التوعية واكتشاف المرض مبكراً للوقاية والعلاج، وقالت: لدينا أنواع عديدة من الأدوية الحديثة لمرضى السكري, والأسعار مناسبة للوضع الاقتصادي الحالي, وأيضاً فهي منافسة وتلبي حاجة المرضى, وشعار الحملة هو (احمي عائلتك).
وفي اليوم الثاني نفذت شركة التراميديكا للصناعات الدوائية ورشة عمل تم خلالها أخذ عينات من المراجعين للمشفى (المرضى والمرافقين) تتضمن قياس سكر دم شعري، وقياس الوزن والطول (حساب BMI) وقياس محيط الخصر, بالإضافة فقد تم توزيع أدوية السكر والضغط والفيتامينات مجاناً, وتوزيع بروشورات تتضمن نصائح هامة لمرضى السكري حول أهمية ممارسة التمارين الرياضية, والمحافظة على وزن الجسم المثالي, وتناول وجبات طعامية خفيفة يومياً (4-5 وجبات) لموازنة السكر وضبطه على مدار اليوم, وتناول الأطعمة المحتوية على الألياف, والتقليل من كميات الملح في الطعام تجنباً للإصابة بارتفاع ضغط الدم, واختيار الأطعمة الصحيحة بحيث تكون تحتوي على المكونات اللازمة الضرورية للتغذية السليمة التي تشمل: (البروتينات- السكريات- الدهون – الفيتامينات – المعادن) ويتضمن الغذاء للتوازن اليومي لمرضى السكري: الكربوهيدرات 50% وتشمل السكريات المركبة بطيئة الامتصاص.
ويفضل الابتعاد عن السكريات البسيطة سريعة الامتصاص, ونسبة البروتينات20% والدهون 30%، وهي نوعان غير مفضلة ومفضلة ، والتقليل من الأغذية ذات المحتوى السكري المرتفع:( العسل – الأرز – العنب- الموز- عصير البرتقال – المعكرونة)، وكذلك تجنب الأطعمة الآتية: السكر – العسل – الشوكولا – المربى – المعجنات – البوظة – قصب السكر – التين – المشروبات الغازية – الحلوى – الفواكه المعلبة- التمر).
وأخيراً لابدّ من التنويه للحصول على نظام غذائي متكامل يجب على مريض السكري استشارة الفريق الطبي المعالج ليساعده في وضع الخطة الغذائية الأفضل.

مريم صالحة – يسرا أحمد 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار