رقــم العــدد 9468
الخميس 14 تشرين الثــاني 2019
تضيق مساحة اللغة وتموت حيوية العبارة عندما تكون الكتابة عن حدث كالحركة التصحيحية التي نحتفي بذكراها التاسعة والأربعين بعد غد السبت, فالحدث وإن كان بعيداً في الزمن إلا أن حضوره المتجدد والمتجذر في واقع حياتنا يجعل منه حالة متوهجة تستمد من الشعب قوتها ومن حكمة القيادة حيويتها وإبداعها.
لا يمكن الحديث عن التصحيح بعيداً عن إرادة الحياة وعندما تنتصر إرادة الحياة تتحول كل الطاقات إلى قوة فعل مؤثر تصنع المعجزات وتتحالف مع الخلود, وهذا ما حصل منذ لحظة الولادة حيث طوت الحركة صفحة الهزائم, وأشرعت للضوء صفحة جديدة عنوانها البناء والعطاء والانتصار في مشهد تلاقت فيه الأيادي القابضة على الزناد مع الأيادي القابضة على معاولها ما أثمر إنجازات نقلت سورية إلى حالة استقرار وبناء لم تعرفها منذ سقوط الدولة الأموية.
في الذكرى التاسعة والأربعين لقيام الحركة التصحيحية التي قادها فارسها وحارس أحلامها القائد المؤسس حافظ الأسد تستحضر أجيال التصحيح التي قاربت العقد الخامس من العمر ذكريات تشع كبرياءً وشموخاً ليس أولها حرب تشرين التحريرية وليس آخرها مواجهة الحرب الإرهابية الكونية على سورية بهدف إسقاط استقرارها وهدم ما أنجزته سنوات التصحيح بالعرق والدم حيث في كل شبر من سورية منبر يتحدث وراية تسمو وأمل يتجدد بالعطاء والبناء.
حركة التصحيح التي وضعت سورية على دروب البناء والإنجاز مستمرة في نهجها ومسيرتها خلف السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود معركة تحرير سورية من أعداء الخارج والداخل.
من هنا يأتي التمسك بنهج الحركة التصحيحية رافعة وطنية لتطوير المجتمع وتحديث مكوناته وترسيخ مبادئ العمل الوطني في كل المجالات، وعلى الجانب الآخر المضي في مواجهة قوى البغي والعدوان للحفاظ على سورية واحدة موحدة واستعادة دورها الريادي والحضاري.
تجارب الشعوب علمتنا الكثير من الدروس ولعل التجربتين اليابانية والألمانية هي الأبرز إذ تعرض البلدان لظروف قاسية كالتي تعرضت لها سورية في حربها على الإرهاب لكنّ إرادة الحياة والإصرار على النجاح والانتصار على الواقع حقق ما يشبه المعجزة وكان ذلك بتعزيز ثقافة العمل والإنجاز وتصميم ثقافة التفاؤل، وما يحصل اليوم في سورية يؤكد حيوية الشعب وقدرته على استنهاض روح المبادرة والتحدي وإصراره على المضي في معركة التحرير من جهة وإطلاق مشروع التنمية والبناء من جهة ثانية مستلهماً فكر التصحيح مستخدماً سلاح الإرادة وروح التفاؤل، حيث عاد الحديث هذه الأيام عن تنمية اقتصادية تشكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة قاطرتها انطلاقاً من رؤية علمية واقعية للميزات التنافسية لمثل هذه المشاريع.
إذ نحتفي بالذكرى التاسعة والأربعين للحركة التصحيحية وفي ظروف استثنائية فرضتها الحرب العدوانية الإرهابية على بلدنا نؤكد أننا أكثر ثقة واطمئناناً للغد ما دامت بنادق المقاتلين تعانق معاول المنتجين في تحالف عنيد يعكس حجم التآخي بين العرق والدم.
إبراهيم شعبان