قبـــل 24 ســــاعة فقـــــط مــــن لقــــاء الصــــــين..فجر إبراهيم: تكون أو لا تكون!

العـــــدد 9467

الأربعـــــاء 13 تشرين الثاني 2019

 

نعلم أنّها أشبه بالمقصلة، وأن الكلّ محامو ادعاء، وقد لا تجد محامياً واحداً يدافع عنك لا لأنه لا يريد وحسب، بل ولأنه لن يستطيع.. أمرٌ واحد يجبر كلّ هؤلاء القضاة على الاعتذار منك (ولو ضمنياً، لأن كبرياءهم المزعوم سيمنعهم) وهو أن تضيف ست نقاط جديدة خلال أقلّ من أسبوع فتصل إلى النقطة (15) بفارق خمس نقاط عن الصين القادرة وحدها فقط على تهديد صدارتنا للمجموعة، وبهذه الحالة فلتفز الصين بالعشرة أو بالخمسة عشرة، لن يعود ذلك مهماً..

لا نحبّ أن نتحدث عن أشخاص، ولكن لأن هذا الرجل لم يتلقَ الدعم الذي يستحقه بصفته مدرباً للمنتخب، يدفعنا لقول ذلك و(نتمنى) أن يقف السيد فجر إبراهيم عند نهاية عقده، مانحاً الفضاء الرحب للاتحاد الكروي الجديد أن يعبّر عن قناعاته وأن يحدد خياراته فيما يخصّ المنتخب الأول، فالمهمّ في القصّة كلها أن نضمن وجودنا في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم لنستعيد صورة تصفيات مونديال 2018، ولندعو جميعاً لمنتخبنا الوطني بالتوفيق، واستباق الزمن وأن يكون أول فريق يضمن تواجده في الدور الحاسم، متمنين ألا يجلدنا مراهقو (التحليلات الفنية) بأحاديثهم (المسهبة) عن المستوى والخطط والتكتيك والتكنيك ونجزم أن نصفهم لا يعرف معنى هذه المصطلحات..
نحترم قناعات الآخرين، ولا نسمح لأحد مصادرة قناعاتنا، ومع هذا سنضع كلّ شيء جانباً ونتحدث من (واجب وطني) تجاه منتخب بلدنا بكلّ مَن فيه، وعلى رأسهم وفي مقدمتهم مدرب المنتخب الذي تريدون منه كلّ شيء ولا تقفون معه بأي شيء..
السيد فجر إبراهيم، لأنك مدرب منتخبنا الوطني الأول بكرة القدم، فإننا نثق فيك، وندعو الله أن يوفق المنتخب تحت قيادتك..
نجزم أن الكلّ سينسى هذه التفاصيل مع أول صافرة في مباراتنا مع الصين، فجمهورنا الطيّب لا يهون عليه منتخب بلده، وستبقى الفرحة عامرة بعد الفوز القادم إن شاء الله إلى أن يخرج (متفزلك) أو أكثر ويعدد التمريرات الخاطئة للاعبي منتخبنا، وسينسبها إلى فجر إبراهيم وكأنه هو الذي ينقل الكرة في الملعب!
نكرر ما قلناه أكثر من مرّة، نغار من زملاء خليجيين يستميتون في الدفاع عن منتخباتهم وفرقهم، بينما نتسابق لجلد منتخباتنا والقائمين عليها، فأي متعة تقطفونها من ذلك؟
المنطق يقول: إن منتخبنا سيكون بحال أفضل من المباريات السابقة بغضّ النظر عن النتيجة لأكثر من سبب:
أولاً: لأن جميع لاعبي المنتخب يفترض أنهم أصبحوا على جاهزية بدنية وفنية جيدة لأنهم كلهم دخلوا البطولات المحلية أو الخارجية.
ثانياً: لأن اللعب مع (الكبار) يستفزّ اللاعبين لتقديم كلّ ما لديهم وهذا ما ننتظره من لاعبي منتخبنا أمام الصين.
ثالثاً: لأن لاعبي منتخبنا (ما شاء الله) حاضرون معظم الوقت على شبكات التواصل الاجتماعي ويعرفون أي أمل ينتظرهم جمهورهم منهم.
رابعاً: لأن دورينا هذا الموسم قوي وقادر على رفد المنتخب بلاعبين جدد، وبالتالي فإن استمرار وجود أي لاعب في المنتخب رهنٌ بما سيقدمه.
خامساً: لأن الجميع يدرك أن المنتخب تحت مجهر كلّ البلد، وفقط بإمكان هذا المنتخب دون غيره أن يطوي عديد الملفات الرياضة (الساخنة) إن فاز وسارت الأمور كما نشتهي أما إن خسرنا لا قدّر الله فسيصل (البلّ) إلى ذقون كثيرة كما يرشح وكما نستنتج.
المشكلة أنّ البعض يتحدث بـ (فوقية) وكأن منتخب الصين مجرد رقم في هذه التصفيات، وبالتالي يضع منتخبنا تحت الضغط أكثر وأكثر..
لا نراه أكبر من منتخبنا لكننا لا نستخفّ فيه، وفي كرة القدم هذه الأيام لا أمان لأي منتخب، فالكلّ أصبحت لديه كرة القدم مدجّنة، الكلّ يتفرّج على فنونها، الكلّ يحاول أن يكون من خلالها..
مباراة الصين ليست مستحيلة، ومباراة الفلبين ليست مضمونة، والمباراتان متوقفتان على بعض التفاصيل، وحول هذه التفاصيل نختلف..
نعود للعدّ على أصابعنا من جديد:
أولاً: ليس عيباً أن يكون عمر السومة على سبيل المثال هو المنقذ دائماً، فالمهم أن تهتزّ شباك المنتخب المنافس ولو بنيران صديقة، لكن الوجع ألا يكون السومة في يومه، وأن يبقى هو دون غيره المخرج الوحيد، هنا لن نكتفي بمعاتبة المدرب أو اللاعبين الآخرين، بل سينكوي بالسؤال عن سبب ذلك، ولماذا لم نعطِ في مباريات أسهل الفرصة لغير السومة أن يمتلك الثقة بنفسه، وأن يكون حاضراً لأي موقف صعب قد نعيشه..
ثانياً: لا مشكلة في استدعاء نصوح نكدلي للمنتخب (ولا مبرر للهجمة التي تعرض لها اللاعب والمدرب)، المشكلة أن يتمّ التعامل لاحقاً مع وجود النكدلي في المنتخب على أساس ردات الفعل التي حضرت، وعندها سنضع إصبعنا في عين المدرب فجر إبراهيم، سائلين إياه عن مقومات دعوة النكدلي للمنتخب.
ثالثاً: كلّ آسيا تعرف مهاجمنا الخطير عمر السومة، وستفرض عليه رقابة صارمة، فهل سيمتلك فجر إبراهيم الجرأة الكاملة ويشرك مهاجماً ثانياً خاصة مع استدعاء مارديك (المقاتل)، والقادر على الاستفادة من حصار السومة؟
رابعاً: قد لا نستطيع مجاراة لاعبي الصين بالسرعة والتحول من الدفاع إلى الهجوم أو العكس، وهذا يفرض علينا نقل الكرة وعدم الاحتفاظ بها تعويضاً عن نقص سرعة لاعبينا مقارنة بسرعة لاعبي الصين.
خامساً: مباراة كهذه تُلعب من الدقيقة الأولى وحتى ما بعد الدقيقة التسعين، أي أنه لا مجال فيها للاسترخاء أو قتل اللعب، هذا يفرض علينا حضوراً بدنياً وذهنياً عالياً.
سنفرح لفوز منتخبنا على الصين، وأي نتيجة غير ذلك ستزعجنا لكنها لن تكون نهاية المطاف، فهي ختام ذهاب التصفيات ليس إلا.

غيث حسن

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار